كتب مصطفى خازم
في مثل هذه الأيام من عدوان تموز/ يوليو 2006، جاء دور المراكز الثقافية والتربوية..
ـ مستودع تابع لمجمع الإمام الصدر الثقافي في محلة الرمل العالي يحتوي على ملابس ومعدات مقدمة للمجمع تبرعات للأيتام.
ـ مركز الإمام الهادي (ع) للإعاقات السمعية والبصرية.
ـ مجمع "سيد الأوصياء" الثقافي في برج البراجنة.
ـ مركز لجمعية "الإمداد الخيرية الاجتماعية" في النبطية.
ـ مبنى ثانوية المصطفى (ص)، والمدرسة الفنية الرسمية، ومبنى الثانوية الرسمية في جباع.
حرب على كل ما يستخدمه طلاب لبنان وشبابه.. حرب على مستقبل لبنان.
أراد العدو من خلال هذا الاستهداف إعادة لبنان إلى الوراء في كل شيء.. لكنه نسي أن هذا الشعب هو من علّم الحرف للعالم بعد اكتشافه.
لبنان الثقافة.. لبنان السياحة.. لبنان العلم والاكتشافات.
لبنان هذا أذل العدو بقدرة أبنائه على الصمود والنهوض من تحت الركام.
لبنان الذي اشتهر بمدرسة السنديانة، عاود التعلم في الخيم.. لم تتوقف الدراسة فيه.. ولم ينقطع التواصل بين المعلمين والمتعلمين.. اللهم إلا من خيم "الهبل" والبلاهة على عقله.
لبنان في مثل هذه الأيام من عدوان تموز/ آب 2006، كان يرسم ويكتب ويقرأ.
خرجت دور النشر بطبعات جديدة.. تجهزت المدارس بما تيسر واستعدت للعام الدراسي الجديد.
دروس تعلمها اللبناني على مدار سنوات اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها.. كان يراهم.. حملوا أمتعتهم وهجروا الأرض..
حملت مدارسهم أسماء القرى التي غادروها.. ولم تُعِدهم اليها لا الأمم المتحدة ولا القرارات الدولية ولا دبلوماسية الركوع والاستسلام.. من ضمن ثقافة "الاعتدال".
الثقافة الوحيدة التي حررت أرضا واستعادت أسرى وأجساد شهداء والحقوق في المياه.. هي ثقافة المقاومة.
تعلم اللبناني الدرس جيداً..
لم ينقل مدرسته ولا مراكزه التربوية.. بل بقي متشبثاً بأرضه.. ونصب الخيمة فوق المبنى المدمر.. وقرر تعليم العدو الدرس.
الأرض لنا.. والبيت لنا.. والمدرسة لنا.
ومن يرد أن يعتدي علينا لنغادر مقاعد الدراسة إلى الجبل والتلال والوديان.. نقل له:
سنترك القلم مشرعاً على طبقة الصف.. ونحمل لبندقية.. حتى نعود ونكمل المشوار.
وتبقى الشهادة.. أكانت من الميدان أو من الجامعة.. لن نرضى بأن تكون بدرجة أقل من جيد جداً.
وفي كلتا الحالتين.. هو النصر.
الانتقاد/ العدد1287 ـ 5 آب/ أغسطس 2008