ارشيف من :آراء وتحليلات
البيان الوزاري: مقاومة دُر!

كتب ابراهيم الموسوي
إنجاز البيان الوزاري محطة على طريق طويل، هو طريق بناء الدولة التي يستحقها هذا الوطن، وليس السلطة الشوهاء التي تبني نفسها بآليات خاصة واستئثارية لتتحكم برقاب الشعب، وتوقعه في أزمات متوالية من العيار الثقيل، لم يكن هناك من داعٍ مطلقاً لكل الجدل الذي دار حول ذكر المقاومة في البيان، كان يجب أن يمر ذكرها سريعاً ومن دون أيّ تحفظ أو اعتراض من أحد، لأن المقاومة هي حق طبيعي مكتسب مثل أيٍّ من الحقوق الأساسية الأخرى التي لا تُعتبر منةً من أحد.
وحين يصر مؤيدو المقاومة على إيرادها في البيان الوزاري فإنهم لا يفعلون ذلك استجلاباً لشرعيةٍ ما يحسون بافتقادها، وإنما يفعلون ذلك كي يجعلون الدولة كل الدولة بسلطتها التنفيذية تضطلع بدورٍ واجب عليها طالما أهملته منذ قيام لبنان.
المقاومة في لبنان، بعد أن كان ما كان أصبحت علة وجود الدولة، وسبب بقاء الدولة، وسر انتصار الشعب.
ان الخطأ الجسيم الذي ترتكبه السلطة السياسية في لبنان يتمثل في ربطها غير المنطقي بين حق الشعب اللبناني في مقاومة الاحتلال ورد العدوان والدفاع عن نفسه بقرار الحرب والسلم، فالدفاع عن النفس والأرض والمقاومة من أجل التحرير ليس له دخالة في قرار الحرب والسلم الذي طالما امتلكه ومارسه العدو على طول تاريخ الصراع معه في لبنان والمنطقة.
ان اخضاع المقاومة لقرار الحرب والسلم هو إسقاط للحق الطبيعي في الدفاع عن النفس.
ان مشكلة الاميركيين مع المقاومة ليست مبنية على وجود قوة في لبنان اسمها المقاومة، وهي ليست مبنية على موقف سياسي من حزب أو مجموعة، بل مشكلتهم أنهم لا يريدون أن تكون هناك جهة في لبنان تمتلك قدرة المقاومة، وعليه فإن الاميركيين سيمانعون حتماً قيام دولة لبنانية معززة بأسباب المنعة والقوة التي تمكنها من مواجهة العدوان وصد الاحتلال.
لماذا لم تستطع الدولة على مدى السنين المديدة منذ نشأة لبنان أن تبني لنفسها أسباب القوة والمنعة، لماذا كان الشعار اللبناني دائماً "قوة لبنان في ضعفه"؟، لماذا لم تبادر الدولة إلى إنشاء جيش قوي ومدّه بكل أسباب القوة والعدة والعديد والقرار السياسي لمواجهة الكيان الاسرائيلي المحتل والغاصب والمعتدي على أرواح وأملاك اللبنانيين؟.
لقد قاوم الجيش اللبناني باللحم العاري العدوان الصهيوني، ولكن ليس بمقدور أي جيش تقليدي وكلاسيكي أن يواجه عدواً مدججاً بأحدث الأسلحة وأكثرها فتكاً، لذا كان خيار المقاومة الشعبية السرية، ولذا كان التكامل بين الجيش والمقاومة أمراً حتمياً وضرورياً لمواجهة وصدّ العدوان.
ان المقاومة اليوم هي الاستثمار الوطني الأهم في السياسة والأمن والاستقرار وثقة العالم بقدرة لبنان عبر مقاومته على صد العدوان وإلحاق الهزيمة بالعدو، ما يخلق مناخاً من الاستقرار يرفد نهوض البلد وتعافي اقتصاده.
إننا نتطلع إلى اليوم الذي نرى فيه الدولة في لبنان ممتلكة لكل الامكانيات وأسباب القوة التي تجعلها في موقع القدرة على حماية الوطن وأهله.
ان البيان الوزاري الذي أقرّ بالإجماع في مجلس الوزراء بالأمس هو تعبير عن الواقع الطبيعي الموجود في لبنان، وهو تجسيد للنظرة وللرؤية الطبيعية للبنانيين لموقع لبنان ودوره في المنطقة، وعندما تبدي اميركا واسرائيل قلقهما مما ورد في البيان الوزاري بخصوص المقاومة، ندرك تماماً أن ما جرى هو الصواب، وهي شهادة كافية للبنان واللبنانيين بصدق وحقّانية ما يقولون ويفعلون.
الانتقاد/ العدد1287 ـ 5 آب/ أغسطس 2008
إنجاز البيان الوزاري محطة على طريق طويل، هو طريق بناء الدولة التي يستحقها هذا الوطن، وليس السلطة الشوهاء التي تبني نفسها بآليات خاصة واستئثارية لتتحكم برقاب الشعب، وتوقعه في أزمات متوالية من العيار الثقيل، لم يكن هناك من داعٍ مطلقاً لكل الجدل الذي دار حول ذكر المقاومة في البيان، كان يجب أن يمر ذكرها سريعاً ومن دون أيّ تحفظ أو اعتراض من أحد، لأن المقاومة هي حق طبيعي مكتسب مثل أيٍّ من الحقوق الأساسية الأخرى التي لا تُعتبر منةً من أحد.
وحين يصر مؤيدو المقاومة على إيرادها في البيان الوزاري فإنهم لا يفعلون ذلك استجلاباً لشرعيةٍ ما يحسون بافتقادها، وإنما يفعلون ذلك كي يجعلون الدولة كل الدولة بسلطتها التنفيذية تضطلع بدورٍ واجب عليها طالما أهملته منذ قيام لبنان.
المقاومة في لبنان، بعد أن كان ما كان أصبحت علة وجود الدولة، وسبب بقاء الدولة، وسر انتصار الشعب.
ان الخطأ الجسيم الذي ترتكبه السلطة السياسية في لبنان يتمثل في ربطها غير المنطقي بين حق الشعب اللبناني في مقاومة الاحتلال ورد العدوان والدفاع عن نفسه بقرار الحرب والسلم، فالدفاع عن النفس والأرض والمقاومة من أجل التحرير ليس له دخالة في قرار الحرب والسلم الذي طالما امتلكه ومارسه العدو على طول تاريخ الصراع معه في لبنان والمنطقة.
ان اخضاع المقاومة لقرار الحرب والسلم هو إسقاط للحق الطبيعي في الدفاع عن النفس.
ان مشكلة الاميركيين مع المقاومة ليست مبنية على وجود قوة في لبنان اسمها المقاومة، وهي ليست مبنية على موقف سياسي من حزب أو مجموعة، بل مشكلتهم أنهم لا يريدون أن تكون هناك جهة في لبنان تمتلك قدرة المقاومة، وعليه فإن الاميركيين سيمانعون حتماً قيام دولة لبنانية معززة بأسباب المنعة والقوة التي تمكنها من مواجهة العدوان وصد الاحتلال.
لماذا لم تستطع الدولة على مدى السنين المديدة منذ نشأة لبنان أن تبني لنفسها أسباب القوة والمنعة، لماذا كان الشعار اللبناني دائماً "قوة لبنان في ضعفه"؟، لماذا لم تبادر الدولة إلى إنشاء جيش قوي ومدّه بكل أسباب القوة والعدة والعديد والقرار السياسي لمواجهة الكيان الاسرائيلي المحتل والغاصب والمعتدي على أرواح وأملاك اللبنانيين؟.
لقد قاوم الجيش اللبناني باللحم العاري العدوان الصهيوني، ولكن ليس بمقدور أي جيش تقليدي وكلاسيكي أن يواجه عدواً مدججاً بأحدث الأسلحة وأكثرها فتكاً، لذا كان خيار المقاومة الشعبية السرية، ولذا كان التكامل بين الجيش والمقاومة أمراً حتمياً وضرورياً لمواجهة وصدّ العدوان.
ان المقاومة اليوم هي الاستثمار الوطني الأهم في السياسة والأمن والاستقرار وثقة العالم بقدرة لبنان عبر مقاومته على صد العدوان وإلحاق الهزيمة بالعدو، ما يخلق مناخاً من الاستقرار يرفد نهوض البلد وتعافي اقتصاده.
إننا نتطلع إلى اليوم الذي نرى فيه الدولة في لبنان ممتلكة لكل الامكانيات وأسباب القوة التي تجعلها في موقع القدرة على حماية الوطن وأهله.
ان البيان الوزاري الذي أقرّ بالإجماع في مجلس الوزراء بالأمس هو تعبير عن الواقع الطبيعي الموجود في لبنان، وهو تجسيد للنظرة وللرؤية الطبيعية للبنانيين لموقع لبنان ودوره في المنطقة، وعندما تبدي اميركا واسرائيل قلقهما مما ورد في البيان الوزاري بخصوص المقاومة، ندرك تماماً أن ما جرى هو الصواب، وهي شهادة كافية للبنان واللبنانيين بصدق وحقّانية ما يقولون ويفعلون.
الانتقاد/ العدد1287 ـ 5 آب/ أغسطس 2008