ارشيف من :أخبار عالمية
وزير خارجية سورية: تشكيل الحكومة اللبنانية "شأن داخلي" وسنتعامل معها "في ضوء ما تقرره بشأن علاقاتها مع سورية"
اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة "شأن لبناني" مشيراً إلى أن سورية ستتعامل مع هذه الحكومة "في ضوء ما تقرره بشأن علاقاتها مع سورية".
وكان المعلم يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الهولندي مكسيم فيرهاغن الذي أجرى مباحثات مع الرئيس بشار الأسد والمعلم تناولت "العلاقات الثنائية بين البلدين والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي واتفاق الشراكة السورية الأوروبية وآفاق السلام".
ورداً على سؤال يتعلق بموقف سورية من تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة وكيف ستتعامل معها قال المعلم "نحن في سورية ننظر إلى أداء هذه الحكومة في ضوء ما تقرره بشأن علاقاتها مع سورية وما نأمله هو أن تحقق الحكومة الوفاق الوطني في لبنان، لأن هذا الوفاق يؤدي إلى الاستقرار وإلى مستقبل أفضل".
وحول التقارير الإعلامية التي تحدثت عن نية مسؤولين سعوديين بزيارة سورية للبحث معها بشأن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، أبدى المعلم ترحيب سورية بالزيارات المتبادلة بين المسؤولين السوريين والسعوديين وقال "نرحب ترحيباً حاراً بالزيارات المتبادلة مع الأشقاء ومنهم المملكة العربية السعودية وعندما يزورنا جلالة الملك (عبد الله بن عبد العزيز) فهو يأتي إلى بلده الثاني سورية".
وحول مستجدات الأوضاع في إيران على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية، دعا الوزير السوري بقية الدول إلى عدم التدخل ي الشأن الإيراني الداخلي موضحاً أنه تحدث هاتفياً اليوم مع أحد وزراء الخارجية الأوروبيين "ونصحته بعدم التدخل بالشأن الإيراني، لأن التدخل الخارجي بشأن إيران يضر بمصالح الشعب الإيراني، ويضر بما نأمله من حوار مستقبلي بين إيران والولايات المتحدة على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية".
وبعد أن أكد المعلم أن "الرهان على سقوط النظام في إيران رهان خاسر" أشار إلى أن ما جرى هناك "انتخابات وفي كل انتخابات هناك من يخسر ومن يدعي أن هناك تزويراً والموضوع أحيل إلى مجلس صيانة الدستور وسيُقرر بشأنه خلال عشرة أيام فلماذا لا ننتظر نتائج هذا التحقيق".
وتابع "لقد مارس الشعب الإيراني حقه في التصويت عبر صناديق الاقتراع، والحرص على حياة الإيرانيين لا يتم من خلال التظاهر في الشوارع..الثورة الإيرانية الإسلامية راسخة الجذور في إيران وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل مع هذه الحقائق".
بدوره قال الوزير الهولندي "نحن قلقون للغاية من التطورات في إيران، وموقفنا أن الصوت الحقيقي للشعب ينبغي أن يسمع، ونظراً للعدد الكبيرة من الشكاوى حول نتائج الانتخابات ينبغي أن يكون هناك تحقيق شفاف حول نتائج الانتخابات واحتمال التزوير فيها".
وأضاف "مبعث القلق الحقيقي هو الاستخدام المفرط للعنف ضد المتظاهرين وقد استدعيت القائم بأعمال السفارة (الإيرانية) بهولندا لتقديم شكوى رسمية".
وأعرب فيرهاغن عن أمله في أن "يتمكن الشعب الإيراني من التخلص من العنف وأن يعبر عن آرائه بحرية ...وأرجو أن لا تقوم إيران بخطوات تؤدي إلى عزلتها".
وحول خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي قال الوزير الهولندي إنه "خطاب إيجابي لثلاثة عناصر أولاً لأنه للمرة الأولى يقر بحل الدولتين، والعنصر الثاني يتمثل في أنه بدلاً من الاعتراف بالتعاون الاقتصادي كبديل للسياسي فإنه الآن يقر بأنه ليس بديلاً للعلاقات بين دولة فلسطينية قابلة للحياة وإسرائيل، وثالثاً هو قال ليس هناك أي شرط مسبق للشروع بالمفاوضات". وأضاف فيرهاغن "لا يجوز وضع شروط مسبقة ولذلك لا يمكن التنبؤ بمستقبل المفاوضات.. مسألة القدس وعودة اللاجئين يجب أن تكون نتيجة للمفاوضات وليست شروطاً مسبقة". وأضاف " من وجهة نظري خطاب نتنياهو كان خطوة هامة لكن هذه خطوة أولى وعلى إسرائيل أن توقف بناء المستوطنات كما أن على الفلسطينيين التخلي عن العنف".
بدوره قال المعلم إن نظيره الهولندي "جاء بنوايا طيبة من أجل استئناف عملية السلام، وقلت له أرجو أن تقف على حقيقة نوايا نتنياهو تجاه السلام، لأنه بدون قرار سياسي كل هذا الكلام يبقى بدون نتيجة، كما قلت له أن يطالب إسرائيل بفتح جميع المعابر في غزة".
ونوه المعلم سوري بأن نظيره الهولندي وكل وزير "يستطيع أن يلعب دوراً إيجابياً على أساس أن يكون عادلاً ومنصفاً وأن يتخذ موقفاً واضحاً من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة".
وأشار فيرهاغن بدور سورية في تحقيق السلام في المنطقة وقال: سورية شريك لا غنى عنه لتحقيق السلام في المنطقة ومن الجوهري أن تلعب دوراً بناء في المنطقة"، مشيراً إلى أن" هولندا ترى في المبادرة العربية حجر الزاوية لتحقيق السلام".
وحول توقيع اتفاق الشراكة السورية الأوروبية الذي تعارض هولندا إجراءات المصادقة النهائية عليها قال "كما تعلمون الاتحاد الأوروبي يناقش اتفاقية الشراكة مع سورية غير أن البلدان كي تكون شريكة استراتيجية عليها أن تنخرط في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وأن تحقق مزيداً من الخطوات في مجال حقوق الإنسان وهذا يتطلب خطوات شجاعة وهذه الخطوات يمكنها أن تعتمد على دعم وتشجيع أوروبا".
دمشق ـ "الانتقاد.نت"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018