ارشيف من :أخبار عالمية
المعلم: موقفنا من الحكومة اللبنانية تحدده علاقتها معنا والرهان على سقوط النظام الإيراني خاسر
المحرر الاقليمي + صحيفة "السفير"
دعا وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، إلى عدم الرهان على إسقاط النظام في إيران، معتبرا أن التدخل في الشأن الإيراني يسيء إلى آفاق الحوار المرتقب بين واشنطن وطهران، داعيا إلى القبول بحقيقة أن الثورة الإسلامية في إيران «راسخة».
ورأى المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الهولندي مكسيم فيرهاغن في دمشق، أن موضوع تشكيل حكومة لبنانية هو شان داخلي لبناني، وأن موقف دمشق منها يتحدد في ضوء توصيف هذه الحكومة لعلاقتها مع سوريا.
من جهته، قال فيرهاغن انه وجد في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «نقاطا إيجابية»، معتبرا أنه يشكل نقطة بداية في ظل وجود «دينامية جديدة» لعملية السلام في المنطقة. وبدا من حديث الوزير الهولندي أن أمستردام لم تغير موقفها إزاء توقيع اتفاق الشراكة بين سوريا والاتحاد الأوروبي، حيث تبقى الدولة الوحيدة المعارضة للتوقيع عليه.
وبحث الرئيس السوري بشار الأسد مع فيرهاغن «العلاقات الثنائية بين البلدين والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي واتفاق الشراكة السورية الأوروبية وآفاق السلام».
وذكر بيان رئاسي أن الأسد أوضح لفيرهاغن «الرؤية السورية من مجمل القضايا الراهنة في المنطقة، وخصوصا في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، مؤكدا «أن السلام العادل والشامل يجلب الأمن والاستقرار للمنطقة وللعالم، وأن الظروف الدولية والأزمة الاقتصادية العالمية تتطلب تعاونا سياسيا واقتصاديا أكبر بين الدول». وعبر الرئيس السوري الذي يلتقي غدا نظيره اليوناني كارلوس بابولياس، عن «أهمية استمرار التواصل والحوار بين دول المنطقة وأوروبا، وضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني الأعزل عبر فك الحصار وفتح المعابر وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية».
من جانبه، نوه الوزير الهولندي «بدور سوريا المهم والإيجابي المساعد في استقرار المنطقة». وأكد «رغبة الاتحاد الأوروبي بمزيد من العلاقات مع دمشق». وشكر استضافة سوريا للاجئين العراقيين.
وقال المعلم، في مؤتمر صحافي مشترك مع فيرهاغن، ردا على سؤال حول الموقف السوري من أي حكومة لبنانية جديدة، إن «تشكيل الحكومة اللبنانية شأن لبناني. ونحن في سوريا ننظر إلى أداء هذه الحكومة في ضوء ما تقرره بشأن علاقاتها المستقبلية مع سوريا. وما نأمله هو أن يتحقق في لبنان الوفاق الوطني، لأن هذا الوفاق يؤدي للاستقرار ومستقبل أفضل للبنان».
وحول ما يحصل في إيران، دعا المعلم إلى عدم التدخل في الشأن الداخلي الإيراني. وقال «كنت اليوم أتحدث مع أحد زملائي من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، ونصحته بعدم التدخل في الشأن الإيراني، لأن التدخل الأجنبي يضر بمصالح الشعب الإيراني والحوار المستقبلي بين إيران والولايات المتحدة على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل، لأن الرهان على سقوط النظام في إيران خاسر. إن ما جرى في إيران كان انتخابات. وهناك من فاز ومن خسر، ومن يدعي أنه كان هناك تزوير. وفي إيران مؤسسات وأحيل الموضوع على مؤسسة صيانة الدستور. لماذا لا ننتظر نتائج هذا التقرير؟».
وأضاف المعلم «لقد مارس الشعب الإيراني حقه في التصويت عبر صناديق الاقتراع، والحرص على حياة الإيرانيين لا يتم عبر تحريضهم على التظاهر في الشارع. وأنا أعتقد أن الثورة الإسلامية راسخة الجذور في إيران، وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل مع هذه الحقيقة».
كما أشار المعلم الى أنه طلب شخصيا من فيرهاغن «وأنا واثق من أنه سيفعل، أن يطالب إسرائيل بفتح معابر غزة»، وذلك في ما اعتبر إشارة سورية لتقصير من قبل أوروبا في انتقاد الوضع الإنساني في غزة مقابل التركيز على ملفات حقوق الإنسان في أماكــن أخرى من العالم.
وعن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن مجيء مسؤولين سعوديين إلى دمشق، قال المعلم «نرحب ترحيبا حارا بالزيارات المتبادلة مع الأشقاء، ومنهم السعودية، وعندما يزورنا الملك (عبد الله) فهو يأتي إلى بلده الثاني سوريا».
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018