ارشيف من :آراء وتحليلات
سابقة الراعي : خطر على دور لبنان

الزيارة المتوقعة للبطريرك الماروني بشارة الراعي الى فلسطين المحتلة أثارت جدالا ونقدا سياسيا خاصة وانها تأتي في عز الأزمات العربية واخفاق عملية السلام... البطريرك الراعي يأخذ قرارا مكلفا لا يخلو من المخاطرة والمجازفة، عندما يستقبل البابا على "أرض البطريركية المارونية" ھناك. البطريرك الراعي يفعل ما لم يفعله البطريرك السابق نصرﷲ صفير الذي رفض زيارة سوريا واستقبال البابا حتى بعد انسحابھا من لبنان ورفض مرافقة البابا يوحنا بولس الثاني الى إسرائيل في إطار جولته على المنطقة التي شملت لبنان...
يعجب البطريرك الراعي لـ "الضجة المثارة" حول زيارته الى القدس ويجھد في احتواء ھذه الموجة االاعتراضية واالاحتجاجية القاسية التي وصفت الزيارة بأنھا أكثر من خطأ سياسي وإنھا خطيئة تاريخية. ويحاول البطريرك الماروني جاھدا إضفاء طابع رعوي على ھذه الزيارة وإيجاد التبريرات الدينية لھا ونزع أي بعد سياسي عنھا، مركزا على النقاط التالية :
- البابا سيشرف أراضي النطاق البطريركي بزيارة ولا يليق ألا نكون في استقباله في الاراضي التابعة للبطريركية المارونية سواء في ألاردن أو في فلسطين التي ھي اليوم إسرائيل.
-البطريرك الراعي سيتوجه الى الاراضي المقدسة من طريق الاردن والاراضي الفلسطينية ومنھا الى القدس ولن يكون على متن الطائرة التي تنقل البابا وستحط في مطار اللد الاسرائيلي.
-مرور البطريرك الراعي على حواجز الاحتلال الاسرائيلي لا يعني بالنسبة له التطبيع والاعتراف بإسرائيل، وإنما تمثل إرادة التحدي وإثبات الوجود وتأكيد الحضور والھوية في مواجھة كل محاولات إلغاء الدور المسيحي التاريخي من الاراضي التي كانت مھد المسيحية ومركز رسالتھا. وقد صرح ان الذھاب الى القدس لا يعني الاعتراف بإسرائيل. فموقف الكنيسة المارونية معروف، ولكن ھناك واجبات تجاه البابا وزيارته، وھناك واجبات تجاه أبناء الرعية في فلسطين وعددھم يناھز الـ 15 ألف ماروني ھم من الذين اضطروا للجوء قسرا الى إسرائيل ولم تتح لھم فرصة العودة...
كل ھذا الشرح والتبرير لم يقنع اوساط المعارضة للزيارة بتغيير موقفھا وإنما ھي مستمرة في حركة اعتراضية تصاعدية تستند الى الحجج والاسباب التالية:
- أن إسرائيل دولة عدوة وتحتل أراض عربية و لبنانية أيضا، وعلى البطريرك قبل غيره ان يحترم القوانين اللبنانية التي تمنع زيارة الاراضي المحتلة ، حتى ولو اكد ان ليست لديه لقاءات مع شخصيات إسرائيلية وسيتفادى مصافحة مسؤولين إسرائيليين.
-لم يسبق أن وطأت قدما بطريرك ورأس كنيسة لبنانية أراضي إسرائيل حتى لا تحسب عليه اعترافا بالكيان الاسرائيلي ونوعا من التطبيع معه.
-الزيارة في ھذه اللحظة الحرجة من تاريخ المنطقة العربية لا يمكن أن تكون محض دينية ورعوية، حتى لو أرادھا البطريرك الراعي كذلك وبكل صدق... ومھما فعل البطريرك وقال فإن الطابع أو البعد السياسي سيطغى على الزيارة.
-مساوئ وسلبيات الزيارة أكثر بكثير من محاسنھا وإيجابياتھا... وتترتب عليھا عواقب وانعكاسات على الوحدة الوطنية وعلى مسيحيي لبنان والمنطقة نظرا للمنصب الروحي الرفيع الذي يتحلى به الكاردينال الراعي في المشرق العربي، وفي مرحلة يتعرض فيھا مسيحيو الشرق لكل أنواع الضغوط والمضايقات ...
يتمنى المعارضون لزيارة البطريرك الراعي أن يعدل عن زيارة القدس وأن يعدل في برنامج مرافقته للبابا فرنسيس بحيث يقصر مشاركته على الاراضي الاردنية كما فعل البطريرك المعوشي الذي دخل الى القدس الشرقية عام 1964.
لاستقبال البابا بولس السادس عندما كانت القدس تحت السيادة الاردنية... وفي رأي ھؤلاء أنه لا يصح لبطريرك ماروني أن يزور إسرائيل وھو بطريرك ألكبر طائفة مسيحية في لبنان الذي ما زالت علاقته مع إسرائيل في حال عداء، في حين أن بطاركة الشرق الكاثوليك وغيرهم يمتنعون عن زيارة إسرائيل ...
ان ما هو اهم من هذه الخطوة غير المسبوقة، هو كيف ستتعامل اسرائيل مع هذه الزيارة، أكان من الناحية الاعلامية، ام من الناحية السياسية على المستويين العربي والدولي. كما ان احدا لا يشكك في نوايا البطريرك الراعي، الا ان اسرائيل ستستغل حكما هذه الزيارة لمصلحتها على حساب مصلحة القضية الفلسطينية. لذلك من المفضل ان يعدل عن زيارته للقدس ولو برفقة البابا فرنسيس، لأن نتائجها ستكون سلبية على كافة المستويات، خصوصا ان داعش وجبهة النصرة ليستا بحاجة الى ذرائع واعذار تبرر اعتداءاتهم على المسيحيين في سوريا وغيرها .
حاول البطريرك الراعي ان يظهر حرصه على القدس وحماسه للدفاع عن الفلسطينين مع العلم ان بكركي لم تقدم حتى الان اي خطوة عملية في الدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية .
يبقى أن دولة "إسرائيل" والساعين الى تهويد فلسطين والذين يريدون من وراء ذلك تغطية إرتكابات العدو على مدى قرن من الزمن، يعمل كلهم على إستغلال مفاعيل الزيارة . أن خطورة الزيارة للأراضي الفلسطينية المحتلة تشجع على تطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي الذي يسعى الى تجنيد الفلسطينيين المسيحيين في جيشه ، والزيارة تشكل خطرا على دور لبنان والموارنة المشرقيين في وجودهم في الدول العربية .
ان التذرع بوجود رعية مارونية في الارض المحتلة هو عذر اقبح من ذنب لان معظم هؤلاء هم من الذين تعاملوا مع العدو وهربوا من عدالة الدولة اللبنانية وتسامح المقاومة رغم المحاولات الوطنية لتسوية اوضاعهم .
رغم اصرار البطريرك على فعلته واصرار الحريصين على تجنيب البطريرك هفوة تسيئ لدوره ، نرفع الصوت ضد التطبيع ونطالب البطريرك باعادة النظر بموقفه المتهور لان العودة عن الخطأ فضيلة .
يعجب البطريرك الراعي لـ "الضجة المثارة" حول زيارته الى القدس ويجھد في احتواء ھذه الموجة االاعتراضية واالاحتجاجية القاسية التي وصفت الزيارة بأنھا أكثر من خطأ سياسي وإنھا خطيئة تاريخية. ويحاول البطريرك الماروني جاھدا إضفاء طابع رعوي على ھذه الزيارة وإيجاد التبريرات الدينية لھا ونزع أي بعد سياسي عنھا، مركزا على النقاط التالية :
- البابا سيشرف أراضي النطاق البطريركي بزيارة ولا يليق ألا نكون في استقباله في الاراضي التابعة للبطريركية المارونية سواء في ألاردن أو في فلسطين التي ھي اليوم إسرائيل.
-البطريرك الراعي سيتوجه الى الاراضي المقدسة من طريق الاردن والاراضي الفلسطينية ومنھا الى القدس ولن يكون على متن الطائرة التي تنقل البابا وستحط في مطار اللد الاسرائيلي.
-مرور البطريرك الراعي على حواجز الاحتلال الاسرائيلي لا يعني بالنسبة له التطبيع والاعتراف بإسرائيل، وإنما تمثل إرادة التحدي وإثبات الوجود وتأكيد الحضور والھوية في مواجھة كل محاولات إلغاء الدور المسيحي التاريخي من الاراضي التي كانت مھد المسيحية ومركز رسالتھا. وقد صرح ان الذھاب الى القدس لا يعني الاعتراف بإسرائيل. فموقف الكنيسة المارونية معروف، ولكن ھناك واجبات تجاه البابا وزيارته، وھناك واجبات تجاه أبناء الرعية في فلسطين وعددھم يناھز الـ 15 ألف ماروني ھم من الذين اضطروا للجوء قسرا الى إسرائيل ولم تتح لھم فرصة العودة...
كل ھذا الشرح والتبرير لم يقنع اوساط المعارضة للزيارة بتغيير موقفھا وإنما ھي مستمرة في حركة اعتراضية تصاعدية تستند الى الحجج والاسباب التالية:
- أن إسرائيل دولة عدوة وتحتل أراض عربية و لبنانية أيضا، وعلى البطريرك قبل غيره ان يحترم القوانين اللبنانية التي تمنع زيارة الاراضي المحتلة ، حتى ولو اكد ان ليست لديه لقاءات مع شخصيات إسرائيلية وسيتفادى مصافحة مسؤولين إسرائيليين.
-لم يسبق أن وطأت قدما بطريرك ورأس كنيسة لبنانية أراضي إسرائيل حتى لا تحسب عليه اعترافا بالكيان الاسرائيلي ونوعا من التطبيع معه.
-الزيارة في ھذه اللحظة الحرجة من تاريخ المنطقة العربية لا يمكن أن تكون محض دينية ورعوية، حتى لو أرادھا البطريرك الراعي كذلك وبكل صدق... ومھما فعل البطريرك وقال فإن الطابع أو البعد السياسي سيطغى على الزيارة.
-مساوئ وسلبيات الزيارة أكثر بكثير من محاسنھا وإيجابياتھا... وتترتب عليھا عواقب وانعكاسات على الوحدة الوطنية وعلى مسيحيي لبنان والمنطقة نظرا للمنصب الروحي الرفيع الذي يتحلى به الكاردينال الراعي في المشرق العربي، وفي مرحلة يتعرض فيھا مسيحيو الشرق لكل أنواع الضغوط والمضايقات ...
يتمنى المعارضون لزيارة البطريرك الراعي أن يعدل عن زيارة القدس وأن يعدل في برنامج مرافقته للبابا فرنسيس بحيث يقصر مشاركته على الاراضي الاردنية كما فعل البطريرك المعوشي الذي دخل الى القدس الشرقية عام 1964.
لاستقبال البابا بولس السادس عندما كانت القدس تحت السيادة الاردنية... وفي رأي ھؤلاء أنه لا يصح لبطريرك ماروني أن يزور إسرائيل وھو بطريرك ألكبر طائفة مسيحية في لبنان الذي ما زالت علاقته مع إسرائيل في حال عداء، في حين أن بطاركة الشرق الكاثوليك وغيرهم يمتنعون عن زيارة إسرائيل ...
ان ما هو اهم من هذه الخطوة غير المسبوقة، هو كيف ستتعامل اسرائيل مع هذه الزيارة، أكان من الناحية الاعلامية، ام من الناحية السياسية على المستويين العربي والدولي. كما ان احدا لا يشكك في نوايا البطريرك الراعي، الا ان اسرائيل ستستغل حكما هذه الزيارة لمصلحتها على حساب مصلحة القضية الفلسطينية. لذلك من المفضل ان يعدل عن زيارته للقدس ولو برفقة البابا فرنسيس، لأن نتائجها ستكون سلبية على كافة المستويات، خصوصا ان داعش وجبهة النصرة ليستا بحاجة الى ذرائع واعذار تبرر اعتداءاتهم على المسيحيين في سوريا وغيرها .
حاول البطريرك الراعي ان يظهر حرصه على القدس وحماسه للدفاع عن الفلسطينين مع العلم ان بكركي لم تقدم حتى الان اي خطوة عملية في الدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية .
يبقى أن دولة "إسرائيل" والساعين الى تهويد فلسطين والذين يريدون من وراء ذلك تغطية إرتكابات العدو على مدى قرن من الزمن، يعمل كلهم على إستغلال مفاعيل الزيارة . أن خطورة الزيارة للأراضي الفلسطينية المحتلة تشجع على تطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي الذي يسعى الى تجنيد الفلسطينيين المسيحيين في جيشه ، والزيارة تشكل خطرا على دور لبنان والموارنة المشرقيين في وجودهم في الدول العربية .
ان التذرع بوجود رعية مارونية في الارض المحتلة هو عذر اقبح من ذنب لان معظم هؤلاء هم من الذين تعاملوا مع العدو وهربوا من عدالة الدولة اللبنانية وتسامح المقاومة رغم المحاولات الوطنية لتسوية اوضاعهم .
رغم اصرار البطريرك على فعلته واصرار الحريصين على تجنيب البطريرك هفوة تسيئ لدوره ، نرفع الصوت ضد التطبيع ونطالب البطريرك باعادة النظر بموقفه المتهور لان العودة عن الخطأ فضيلة .