ارشيف من :أخبار عالمية

تنحية روس عن ملف إيران والخليج تثير تساؤلات في واشنطن

تنحية روس عن ملف إيران والخليج تثير تساؤلات في واشنطن


شكّل إعلان الإدارة الأمريكية تنحية مستشار وزيرة الخارجية لشؤون الخليج العربي وجنوب غرب آسيا دنيس روس، وتسليمه ملف العراق في البيت الأبيض، فرصة سانحة للأوساط المطلعة في واشنطن العاصمة، لإطلاق أحكامها على الرجل وتكهناتها حول سبب هذه النقلة، التي رأى فيها البعض ما يمكن تسميته "ركلة الى الأعلى"، فيما رأى فيها آخرون حركة ضرورية وحسب قواعد اللعبة الجديدة لإفساح المجال أمام حوار مع إيران.


وتزايدت الأقاويل في العاصمة الأمريكية عما إذا كانت تلك النقلة ترضية للوبي الصهيوني الذي بدأ حملة انتقادات ضد إدارة باراك أوباما منذ أسابيع لأسباب عدة، أهمها موقفه من الاستيطان "الإسرائيلي" وتعاطيه "غير الصارم" مع ملف إيران النووي.


وتحدث البعض في واشنطن عما يسمى "خطورة" وجود شخص مثل روس الذي تعاطى 12 عاماً مع ملف الصراع العربي "الإسرائيلي"، على موقع وقوة المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام السيناتور جورج ميتشل.


لكن مصادر مطلعة في واشنطن أكدت أن تغير موقع دنيس روس ليس أكثر من خطوة بيروقراطية ومجرد تعيين لرجل كان أحد مستشاري المرشح الديمقراطي باراك أوباما قبيل انتخابه، وأن هذا المسؤول سيتولى ملف العراق، وحتى لو أضيفت إليه صلاحيات أخرى فإنه سيظل يقدم تقاريره أولاً لرئيسه المباشر الجنرال جونز "الرجل القوي"، ومن ثم ترفع للرئيس الأمريكي، أي أن روس الذي كان يقدم تقاريره مباشرة لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، سيجد لاحقاً رجلاً أشد مراساً وصاحب خلفية عسكرية، يحتكم للمصلحة الأمريكية أولاً. كما أكدت المصادر نفسها أن ميتشل هو المسؤول والمبعوث الأول والمتصرف في ملف عملية السلام بمعنى أن لا روس ولا غيره سيكون لهم نفوذ أو قوة ميتشل في هذا الملف.


وعلمت "الخليج" أن إدارة أوباما تسلمت مؤخراً عبر "وسيط عربي" رفض إيران المبدئي للدخول في حوار مع واشنطن إذا كان روس ضالعاً في هذا الحوار، كما وصلت إشارات غير مريحة عن تعاطي روس مع ملفات عربية بعينها، على الرغم من الجولة التي قام بها مؤخراً وشملت مصر ودول "الخليج"، وتحدث خلالها بلهجة وصفت بالأكثر اعتدالاً على غير المعهود عنه، إضافة لذلك يبدو أن كتاب روس الأخير الذي ألفه بالاشتراك مع أحد كبار مسؤولي معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، التابع للجنة الشؤون الأمريكية "الإسرائيلية" العامة "إيباك" كبرى منظمات اللوبي الصهيوني وهو ديفيد ماكوفسكي، حمل الكثير من التطرف وجاء معاكساً تماماً لتوجهات أوباما، فالكتاب الذي حمل عنوان "خرافات وأوهام السلام البحث عن طريق جديد للولايات المتحدة في الشرق الأوسط" طرح آراء صارخة في تشددها، وزعم أن مسألة حل الصراع من أجل استقرار المنطقة مجرد وهم، وأن المعضلة الحقيقية لعدم استقرار الشرق الأوسط هي إيران، ووصف الكتاب كل جهود الولايات المتحدة السابقة بأنها فشلت ليس بسبب "إسرائيل"، بل لأن واشنطن ارتكبت أغبى خطواتها بإطلاق مفاوضات لحل الصراع.

2009-06-23