ارشيف من :أخبار عالمية
"واشنطن بوست": استراتيجية الرئيس أوباما نحو اسرائيل إنهزامية
المحرر الدولي + صحف اجنبية
كتب تشارلز كروثامر مقالاً نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تحت عنوان "أسطورة المستوطنات"، إستهله بقوله إن الرئيس الاميركي باراك أوباما أعلن مراراً أن السياسة الخارجية الأميركية ستتسم بالتواضع، وأنها ستركز على الشراكة والحوار بدلاً من إملاء الأوامر مثلما كان يحدث من قبل. ويتهكم الكاتب من أن هذا الأسلوب سيتم تطبيقه فقط مع إيران وروسيا وكوبا وسوريا وحتى فنزويلا، ولكن لن يتم تطبيقه مع إسرائيل التي أمرها على لسان وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بوقف المستوطنات تماماً. ويوضح الكاتب أن منع النمو الطبيعي للمستوطنات يعني خنق المدن المزدهرة بالقرب من حدود معاهدة 1949، وأغلبها في ضواحي القدس، والتي بحثت كل المفاوضات السابقة بقاءها مع إسرائيل. ومن ثم، فمنع التوسع يعني عدم زيادة التعداد أو المواليد، وإلا فمع ولادة كل طفل يضطر أحد المستوطنين للخروج من المستوطنة، وهذا ما يوضح أن الهدف من هذا هو تقويض وتدمير تلك المدن حتى قبل التفاوض؛ علماً بأن الإدارات الأميركية تدرك منذ أكثر من عقد مضى أن أي إتفاق سلام نهائي سيتضمن استعادة إسرائيل بعضاً من المستوطنات القريبة، وتعويض الفلسطينيين بأراض في المقابل من داخل إسرائيل. ويتساءل الكاتب لماذا يُطرد المستوطنون من منازلهم بينما يستطيع العرب واليهود البقاء في منازلهم إذا تحركت حدود معاهدة 1949 قليلاً إلى الجانب الفلسطيني لتترك المستوطنات الإسرائيلية القريبة، ثم يتحرك ثانية في الأراضي الإسرائيلية لتعويض الفلسطينيين.
ويوضح الكاتب أن هذه الفكرة منطقية وقبلتها الإدارات الديمقراطية والجمهورية السابقة، بل وأكدت ذلك في خطابات التفاهم المتبادلة بين إسرائيل والولايات المتحدة عام 2004 إلا أن وزارة الخارجية بإدارة أوباما كررت رفضها لتلك الإتفاقات أو إحترامها، رغم إصرار الرئيس على إحترام جميع أفرقاء النزاع الإتفاقات السابقة. فكيف يتوقع من الإسرائيليين قبول المطالب الأميركية بينما يرفض هو الإعتراف بالإلتزامات الأميركية السابقة؟
ويرى الكاتب أن قضية المستوطنات في حد ذاتها لا تمثل خطراً على عملية السلام مثلما تمثل حماس التي تسيطر على قطاع غزة، أو مثلما يمثل موقف الرئيس عباس الضعيف. بل يرى الكاتب أن الموقف الفلسطيني لا يُحتمل الآن كما وصفه الرئيس أوباما، ليس بسبب الصراع مع إسرائيل، وإنما بسبب القيادة الفلسطينية التي أثرت على الشعب بالفساد والطغيان والتشدد الديني(حسب قول الكاتب) طيلة السنوات الـ60 الماضية، والتي فضلت الحرب على السلام وحل الدولتين بداية من الحاج أمين الحسيني مروراً بالرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس الحالي محمود عباس. بل إن القيادة الفلسطينية لم تقدم أية إصلاحات أو تقيم أية مؤسسات خدمية لتخفيف العبء عن شعبها منذ اتفاقية أوسلو قبل 16 عاما. ويختتم الكاتب المقال بقوله إن الرئيس أوباما تعهد في خطابه بقول الحقيقة، ولكنه لم يفعل ذلك، وإنما أكد رفضه للمستوطنات ليؤكد أن سبب البؤس والمعاناة الفلسطينية هي المستوطنات. فقد يحظى لوم إسرائيل بتأييد الشارع العربي، ولكنه سيدفع الدول العربية إلى الإقتداء بالرئيس عباس في الجلوس وإنتظار أن تقدم أميركا إسرائيل على طبق من ذهب، وهو ما يجعل استراتيجية أوباما ليست غير أمينة فقط، بل وإنهزامية أيضاً.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018