ارشيف من :أخبار عالمية

ميدفيديف يخاطب العرب من مقر الجامعة:أوباما أدرك عقم محاولات فرض إرادة أميركا

ميدفيديف يخاطب العرب من مقر الجامعة:أوباما أدرك عقم محاولات فرض إرادة أميركا

أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، من القاهرة أمس، أن بلاده «حصلت على موافقة مبدئية من جميع الأطراف المعنية، بما فيها الحكومة الإسرائيلية الجديدة، على المشاركة في مؤتمر موسكو حول الشرق الأوسط»، فيما أكد نظيره المصري حسني مبارك مساندته للاقتراح الروسي عقد المؤتمر الدولي قبل نهاية العام الحالي.

واعتبر ميدفيديف أن «خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة (مؤخراً) يدل على أن الإدارة الأميركية الجديدة تدرك عقم محاولات التدخل في شؤون العالم العربي بغية إملاء إرادتها وفرض نمطها الديموقراطي عليه».

وتأتي زيارة ميدفيديف إلى القاهرة بعد أقل من ثلاثة أسابيع على زيارة أوباما لها، وإعلانه انه «سيسعى بصورة شخصية إلى حل قائم على دولتين». ويغادر ميدفيديف اليوم، ليواصل جولته في أفريقيا التي تشمل نيجيريا وناميبيا وأنغولا.


وبعد أن بحث مبارك وميدفيديف قضية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع الدولية والإقليمية الأخرى، وعلى رأسها التطورات في لبنان والعراق وإيران، وقعا اتفاقية «شراكة استراتيجية» بين مصر وروسيا تشكل إطاراً لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتكثيف التنسيق السياسي بينهما.
وقال مبارك، في مؤتمر صحافي مشترك مع ميدفيديف، «لقد استعرضت مع الضيف العزيز رؤية مصر للقضية الفلسطينية وقضية السلام. وأعربت عن تطلعي لاستمرار دور الاتحاد الروسي في إطار «الرباعية الدولية» وخارجه. وأكدت مساندة مصر لعقد المؤتمر الدولي المقترح في موسكو لدفع جهود السلام، ودعمنا لكل ما يسهم في تحقيق السلام العادل والشامل بالمنطقة».

من جانبه، قال ميدفيديف إن «موسكو والقاهرة قطعتا خلال السنوات الماضية خطوات جيدة في ما يتعلق بالتعاون التجاري والاقتصادي، حيث تضاعف التعاون الاقتصادي خمسة أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية، وبلغ العام الماضي 4،5 مليارات دولار أميركي». وأضاف «ثمة أفاق مشجعة للاستمرار في هذا النهج والتعاون في مجال الصناعة والطاقة، بما فيها الطاقة النووية، ومجالات الصناعة والمواصلات أيضا».

وتابع ميدفيديف «أولينا اهتماماً خاصاً بقضايا الشرق الأوسط. ونحن نقدر الجهود التي يبذلها مبارك من أجل خلق أجواء ثقة وتعاون في المنطقة». وأوضح «انه في الوقت الراهن، يتخذ الجانبان بعض الخطوات والمحاولات الرامية إلى استئناف العملية السلمية، ونحن، مع المجتمع الدولي، ندعم هذا التوجه».

واعتبر أن «مؤتمر موسكو للشرق الأوسط، الذي نعتزم عقده قبل نهاية العام الحالي، سيسهم في تحقيق هذا الهدف». وشدد على أن هناك «مبادئ يجب مراعاتها عند القيام بأي جهود للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة، وهي مبدأ الدولتين وموضوع (وقف بناء) المستوطنات و(مسألة) عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية وعاصمة إسرائيل». وأضاف «هذه مسائل صعبة ولكن روسيا مستعدة للمساعدة في حلها».

وقال ميدفيديف، في خطاب موجه إلى دول المنطقة ألقاه في مقر الجامعة العربية بعد اجتماعه بالامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إن «روسيا حصلت على موافقة مبدئية من جميع الأطراف المعنية، بما فيها الحكومة الإسرائيلية الجديدة، على المشاركة في مؤتمر موسكو حول الشرق الأوسط».
وأضاف ميدفيديف إن «إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تتمتع بمقومات الحياة وعاصمتها القدس الشرقية يجب أن يصبح النتيجة لتسوية» الصراع العربي ـ الإسرائيلي. وتابع «نؤكد ضرورة وقف الاستيطان»، مشدداً على ضرورة إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية.
وأكد الرئيس الروسي أن «أي إملاء أو فرض لديموقراطية بعينها، أو تدخل مباشر من الخارج، غير مسموح به على الإطلاق» في العالم العربي. وقال إن «التفهم لهذه الحقيقة يتزايد في العالم. إن خطاب أوباما من منبر جامعة القاهرة يدل على أن الإدارة الأميركية الجديدة تدرك عقم محاولات التدخل في شؤون العالم العربي بغية إملاء إرادتها وفرض نمطها الديموقراطي عليه».

السفير

2009-06-24