أكد رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري على "قوة" الاقتصاد السوري المتمثلة بـ "استقرار صرف الليرة السورية وتوفير الاحتياطي الاستراتيجي من القطع الأجنبي وتسوية المديونية الخارجية حيث تعتبر سورية الآن من أقل الدول مديونية في العالم".
وقال عطري في محاضره له بعنوان " الاقتصاد السوري وآفاق تطويره" إن الاقتصاد السوري يواجه في الوقت نفسه "تحديات تتمثل بالتحدي الديموغرافي وما يفرضه ذلك من ضرورة المواءمة بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي بهدف تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين وتطويرها واستدامة استثمار الموارد الطبيعية للأجيال القادمة".

ويعادل الدولار الأميركي 48 ليرة سورية، ويبلغ احتياطي القطع الأجنبي أكثر من عشرين مليار دولار، وفي السنوات الأخيرة نجحت سورية في تسوية معظم ديونها وخاصة مع دول أوروبا الشرقية وبشروط سداد توصف بأنها ممتازة بالنسبة لدمشق، وبذلك فإن الدين السوري الخارجي أصبح يشكل أقل من 10% من الناتج المحلي الإجمالي وتشكل خدمة الدين 8% فقط من مجمل الصادرات وهي تعتبر من أقل النسب في العالم، عدا عن أن سورية تحررت من مديونيتها مع البنك الدولي منذ سنوات طويلة.

وأكد عطري أن "القطاع العام سيظل ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني" ولفت إلى "خطط الحكومة لمعالجة الصعوبات التي يعاني منها القطاع الصناعي والتوجه نحو إعادة توظيف المنشآت والمؤسسات الصناعية لتحقيق جدوى اقتصادية أفضل ولأغراض تنموية وخدمية وسياحية".

ومن أبزر الصعوبات التي تواجه القطاع الصناعي اهتلاك آلاته وقدمها وعدم قدرة منتجاته على المنافسة في ظل الانفتاح الذي تشهده سورية على الأسواق العالمية.
وأوضح عطري أن حجم الموازنة العامة للدولة ازداد من 9.583 مليار دولارعام 2005 إلى 14.270 مليار دولار عام 2009، أي بزيادة تعادل 50 بالمئة، كما تطرق إلى قرارات الحكومة "بهدف دعم القطاع الزراعي وتلبية الاحتياجات المتنامية في مختلف المجالات".

واتخذت الحكومة العديد من الإجراءات لدعم القطاع الزراعي الذي يساهم بحوالي 27 بالمئة من الناتج المحلي الصافي، مثل زيادة أسعار المحاصيل الاستراتيجية (القمح والقطن والشوندر السكري وغيرها) وإحداث صندوق دعم المنتجات الزراعية.

وأشار رئيس الوزراء السوري إلى أهمية الغاز "كأحد مصادر الطاقة حيث سيتم اضافة نحو 5ر5 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً إلى الشبكة السورية خلال الأشهر القادمة الأمر الذي سيدعم القطاع الاقتصادي ومسيرة العمل الصناعي باعتبار أن الغاز يعد من المولدات الرئيسية الاقتصادية والرخيصة والصديقة للبيئة إضافة إلى مساهمته في تلبية احتياجات محطات توليد الطاقة الكهربائية وتخفيض الاعتماد على مادة الفيول غالية الثمن والمدعومة من قبل الحكومة لافتاً إلى أن سورية تعتزم استيراد حوالي 9 ملايين متر مكعب من الغاز من إيران عبر تركيا".
 
وبحسب تصريحات رسمية، فإن إنتاج سورية من الغاز يبلغ 20 مليون متر مكعب/يومياً، في حين يبلغ إنتاجها من النفط 380 ألف برميل/يومياً بعدما كان 600 ألف عام 1996.

دمشق ـ "الانتقاد.نت"