ارشيف من :أخبار لبنانية
استحقاقات ما بعد البيان وجلسات الثقة: قمة دمشق ومؤتمر الحوار وتساؤلات حول زيارة بترايوس

كتب هلال السلمان
بعد إقرار البيان الوزاري بالإجماع في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت مساء الاثنين في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبإجماع الوزراء، فان الأنظار اتجهت نحو ثلاثة استحقاقات داهمة، هي جلسات الثقة بالحكومة التي سيعقدها مجلس النواب بدءا من بعد ظهر الجمعة وحتى الثلاثاء القادم, والثاني زيارة رئيس الجمهورية الى سوريا في الثالث عشر من الشهر الجاري, والثالث هو مؤتمر الحوار الوطني الذي يحضّر له رئيس الجمهورية وسيرعاه في قصر بعبدا، اضافة الى اقرار البند الثالث من اتفاق الدوحة المتعلق بالدوائر الانتخابية.
على صعيد جلسات الثقة بات مؤكدا انها ستستغرق قرابة الاربعة ايام حيث تجاوز عدد النواب طالبي الكلام الخمسين نائبا، وهو عدد كبير أملته المدة الطويلة التي غاب فيها العمل المجلسي التشريعي والمناقشات العامة لسياسات الحكومة بسبب الازمة الوطنية التي استمرت سنة ونصف السنة، وأدت الى اقفال المجلس بوجه حكومة فقدت شرعيتها. كذلك فان الاوساط المتابعة تشير الى ان هذه الشهية النيابية على الكلام سببها الاخر هو انطلاق الحملات الانتخابية تحضيرا للاستحقاق النيابي ربيع العام المقبل، وبحكم المؤكد فان كلمات معظم النواب ستتركز على "خطاب خدماتي" لمناطقهم الانتخابية، وهو ما سيطيل من أمد الجلسات نظرا لما ينص عليه النظام الداخلي لمجلس النواب لجهة حق كل نائب بالكلام ساعة كاملة ارتجالا ونصف ساعة بكلمة مكتوبة في مناقشة بيان الحكومة، ومن الواضح انه بعد سيل الكلام والخطابات فان حكومة الوحدة الوطنية ستنال الثقة بشبه اجماع من اعضاء مجلس النواب، وهو ما سيجري بحلول الثلاثاء القادم وفق ما توقع رئيس المجلس نبيه بري بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا الاربعاء.
وبعد نيل الحكومة الثقة فان المهمات العاجلة على جدول أعمالها ستكون التعيينات الامنية وخصوصا قائد الجيش الجديد، وهو ما قد يكون محل تجاذب بين القوى السياسية.
قمة دمشق
الاستحقاق الثاني بعد نيل الحكومة الثقة مباشرة هو الزيارة الهامة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الى سوريا، حيث سيعقد قمة مع الرئيس السوري بشار الاسد هي الاولى من نوعها منذ الخامس والعشرين من نيسان عام ألفين وخمسة تاريخ اخر قمة جمعت رئيس الجمهورية السابق اميل لحود مع الرئيس السوري عشية قرار انسحاب القوات السورية من لبنان. وستشكل القمة بين سليمان والاسد افتتاحا لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين تعيد تأسيسها على دعائم واضحة وثابتة لما فيه مصلحة البلدين واستقرارهما، وسيكون ملف العلاقات الدبلوماسية على رأس الموضوعات المطروحة، اضافة الى العديد من الملفات الاخرى التي تهم الجانبين سياسيا واقتصاديا، لكن الجانب الابرز في زيارة سليمان هو بعدها السياسي حيث اقرت جميع القوى السياسية في لبنان خصوصا فريق الموالاة بأنه لا بد من علاقات جيدة بين البلدين بعيدا عن عنتريات اسقاط النظام والتآمر عليه تحت مظلة المشروع الاميركي في المنطقة. وما يجعل الرئيس سليمان يذهب الى دمشق وهو مرتاح الى النتائج انه متسلح بموقف لبناني حول العلاقة مع سوريا جرى تكريسه في البيان الوزاري, وقد تشاور الرئيس سليمان في الملفات التي سيبحثها في سوريا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لفت في تصريحه في قصر بعبدا قوله انه كان نصح رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالذهاب الى دمشق قبل سنة، لكنه لم يأخذ بالنصيحة، اما اليوم فانه لا ينصحه بشيء.
مؤتمر الحوار
الاستحقاق الثالث المنتظر في المرحلة المقبلة هو مؤتمر الحوار الذي سيرعاه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا حول العديد من القضايا الوطنية وخصوصا الاستراتيجية الدفاعية.
وفي هذا السياق فان التحضيرات لا تزال تتركز الان على اللجنة التحضيرية التي يفترض ان تضم ممثلين عن مختلف الاطراف التي شاركت في الحوار السابق.. برعاية مستشار رئيس الجمهورية ناظم الخوري، ولم ينته بعد العمل على تشكيل هذه اللجنة التي ستعد جدول اعمال مؤتمر الحوار، كذلك لا يزال هناك العديد من الاسئلة حول مؤتمر الحوار دون اجابات واضحة عنها, منها هل يضم المؤتمر ذات القوى السياسية الاربع عشرة التي شاركت في مؤتمر الحوار السابق، ام يتوسع ليشمل قوى اخرى؟ هل يقتصر جدول الاعمال على الاستراتيجية الدفاعية فقط، ام يتوسع لقضايا اخرى ومنها ملف التوطين؟.
وفي مضمون القضايا التي ستطرح في مؤتمر الحوار فان مواقف القوى السياسة باتت واضحة تقريبا، فعدد من قوى فريق الموالاة سيركز على موضوع الخيار الدبلوماسي والتخلي عن سلاح المقاومة، بينما يتلخص موقف المعارضة وخصوصا حزب الله بضرورة تأكيد الحفاظ على عناصر القوة للبنان، وفي مقدمتها المقاومة، وهو ما جرى تكريسه في البيان الوزاري، كذلك فان الحديث هو عن استراتيجية تحرير ومن ثم استراتيجية دفاع وطني باعتبار ان هناك اراضي لا تزال محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، والمطلوب استراتيجية تحريرية تكون رأس حربتها المقاومة.
في هذه الاثناء كانت الاوساط السياسية والرأي العام يفاجآن بزيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي بترايوس الى لبنان الاربعاء ولقائه رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الدفاع وقائد الجيش بالنيابة، وبدا واضحا من نتائج هذه الزيارة ان لا دعم عسكريا أميركيا حقيقيا للجيش اللبناني لمواجهة التهديدات الصهيونية، وكل ما في الامر هو ابقاء الدعم ببعض الاليات العسكرية والجيبات وانوع من الذخائر، وهو ما يؤكد بحسب الاوساط المتابعة ان السياسة الاميركية تريد ابقاء لبنان ضعيفا أمام العدو، وهو ما يكرس ضرورة بقاء أوراق القوة بيد لبنان خصوصا المقاومة لمواجهة التهديدات الصهيونية التي تصاعدت مؤخرا ضد لبنان.
الانتقاد/ العدد1288 ـ 8 آب/ أغسطس 2008
بعد إقرار البيان الوزاري بالإجماع في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت مساء الاثنين في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبإجماع الوزراء، فان الأنظار اتجهت نحو ثلاثة استحقاقات داهمة، هي جلسات الثقة بالحكومة التي سيعقدها مجلس النواب بدءا من بعد ظهر الجمعة وحتى الثلاثاء القادم, والثاني زيارة رئيس الجمهورية الى سوريا في الثالث عشر من الشهر الجاري, والثالث هو مؤتمر الحوار الوطني الذي يحضّر له رئيس الجمهورية وسيرعاه في قصر بعبدا، اضافة الى اقرار البند الثالث من اتفاق الدوحة المتعلق بالدوائر الانتخابية.
على صعيد جلسات الثقة بات مؤكدا انها ستستغرق قرابة الاربعة ايام حيث تجاوز عدد النواب طالبي الكلام الخمسين نائبا، وهو عدد كبير أملته المدة الطويلة التي غاب فيها العمل المجلسي التشريعي والمناقشات العامة لسياسات الحكومة بسبب الازمة الوطنية التي استمرت سنة ونصف السنة، وأدت الى اقفال المجلس بوجه حكومة فقدت شرعيتها. كذلك فان الاوساط المتابعة تشير الى ان هذه الشهية النيابية على الكلام سببها الاخر هو انطلاق الحملات الانتخابية تحضيرا للاستحقاق النيابي ربيع العام المقبل، وبحكم المؤكد فان كلمات معظم النواب ستتركز على "خطاب خدماتي" لمناطقهم الانتخابية، وهو ما سيطيل من أمد الجلسات نظرا لما ينص عليه النظام الداخلي لمجلس النواب لجهة حق كل نائب بالكلام ساعة كاملة ارتجالا ونصف ساعة بكلمة مكتوبة في مناقشة بيان الحكومة، ومن الواضح انه بعد سيل الكلام والخطابات فان حكومة الوحدة الوطنية ستنال الثقة بشبه اجماع من اعضاء مجلس النواب، وهو ما سيجري بحلول الثلاثاء القادم وفق ما توقع رئيس المجلس نبيه بري بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا الاربعاء.
وبعد نيل الحكومة الثقة فان المهمات العاجلة على جدول أعمالها ستكون التعيينات الامنية وخصوصا قائد الجيش الجديد، وهو ما قد يكون محل تجاذب بين القوى السياسية.
قمة دمشق
الاستحقاق الثاني بعد نيل الحكومة الثقة مباشرة هو الزيارة الهامة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الى سوريا، حيث سيعقد قمة مع الرئيس السوري بشار الاسد هي الاولى من نوعها منذ الخامس والعشرين من نيسان عام ألفين وخمسة تاريخ اخر قمة جمعت رئيس الجمهورية السابق اميل لحود مع الرئيس السوري عشية قرار انسحاب القوات السورية من لبنان. وستشكل القمة بين سليمان والاسد افتتاحا لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين تعيد تأسيسها على دعائم واضحة وثابتة لما فيه مصلحة البلدين واستقرارهما، وسيكون ملف العلاقات الدبلوماسية على رأس الموضوعات المطروحة، اضافة الى العديد من الملفات الاخرى التي تهم الجانبين سياسيا واقتصاديا، لكن الجانب الابرز في زيارة سليمان هو بعدها السياسي حيث اقرت جميع القوى السياسية في لبنان خصوصا فريق الموالاة بأنه لا بد من علاقات جيدة بين البلدين بعيدا عن عنتريات اسقاط النظام والتآمر عليه تحت مظلة المشروع الاميركي في المنطقة. وما يجعل الرئيس سليمان يذهب الى دمشق وهو مرتاح الى النتائج انه متسلح بموقف لبناني حول العلاقة مع سوريا جرى تكريسه في البيان الوزاري, وقد تشاور الرئيس سليمان في الملفات التي سيبحثها في سوريا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لفت في تصريحه في قصر بعبدا قوله انه كان نصح رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالذهاب الى دمشق قبل سنة، لكنه لم يأخذ بالنصيحة، اما اليوم فانه لا ينصحه بشيء.
مؤتمر الحوار
الاستحقاق الثالث المنتظر في المرحلة المقبلة هو مؤتمر الحوار الذي سيرعاه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا حول العديد من القضايا الوطنية وخصوصا الاستراتيجية الدفاعية.
وفي هذا السياق فان التحضيرات لا تزال تتركز الان على اللجنة التحضيرية التي يفترض ان تضم ممثلين عن مختلف الاطراف التي شاركت في الحوار السابق.. برعاية مستشار رئيس الجمهورية ناظم الخوري، ولم ينته بعد العمل على تشكيل هذه اللجنة التي ستعد جدول اعمال مؤتمر الحوار، كذلك لا يزال هناك العديد من الاسئلة حول مؤتمر الحوار دون اجابات واضحة عنها, منها هل يضم المؤتمر ذات القوى السياسية الاربع عشرة التي شاركت في مؤتمر الحوار السابق، ام يتوسع ليشمل قوى اخرى؟ هل يقتصر جدول الاعمال على الاستراتيجية الدفاعية فقط، ام يتوسع لقضايا اخرى ومنها ملف التوطين؟.
وفي مضمون القضايا التي ستطرح في مؤتمر الحوار فان مواقف القوى السياسة باتت واضحة تقريبا، فعدد من قوى فريق الموالاة سيركز على موضوع الخيار الدبلوماسي والتخلي عن سلاح المقاومة، بينما يتلخص موقف المعارضة وخصوصا حزب الله بضرورة تأكيد الحفاظ على عناصر القوة للبنان، وفي مقدمتها المقاومة، وهو ما جرى تكريسه في البيان الوزاري، كذلك فان الحديث هو عن استراتيجية تحرير ومن ثم استراتيجية دفاع وطني باعتبار ان هناك اراضي لا تزال محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، والمطلوب استراتيجية تحريرية تكون رأس حربتها المقاومة.
في هذه الاثناء كانت الاوساط السياسية والرأي العام يفاجآن بزيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي بترايوس الى لبنان الاربعاء ولقائه رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الدفاع وقائد الجيش بالنيابة، وبدا واضحا من نتائج هذه الزيارة ان لا دعم عسكريا أميركيا حقيقيا للجيش اللبناني لمواجهة التهديدات الصهيونية، وكل ما في الامر هو ابقاء الدعم ببعض الاليات العسكرية والجيبات وانوع من الذخائر، وهو ما يؤكد بحسب الاوساط المتابعة ان السياسة الاميركية تريد ابقاء لبنان ضعيفا أمام العدو، وهو ما يكرس ضرورة بقاء أوراق القوة بيد لبنان خصوصا المقاومة لمواجهة التهديدات الصهيونية التي تصاعدت مؤخرا ضد لبنان.
الانتقاد/ العدد1288 ـ 8 آب/ أغسطس 2008