ارشيف من :أخبار عالمية

إيران تبحث «خفض العلاقات» مع بريطانيا وتتهم الـ«سي آي ايه» بتمويـل «مشاغبين»

إيران تبحث «خفض العلاقات» مع بريطانيا وتتهم الـ«سي آي ايه» بتمويـل «مشاغبين»

ألمحت طهران، امس، الى احتمال خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا، على خلفية موقف لندن من الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية الايرانية، وأكدت انها لن تشارك في اجتماع حول افغانستان في ايطاليا اليوم الخميس، متهمة أجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية والإسرائيلية بـ«دعم وتمويل مثيري الشغب».

ونقلت وكالة «اسنا» عن وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي، قوله رداً على مسألة خفض العلاقات مع بريطانيا «نحن ندرس هذه المسألة». كما اعلن متكي انه لا يعتزم حضور اجتماع مجموعة الثماني الذي يعقد في ايطاليا اليوم الخميس لبحث الوضع في افغانستان، موضحاً «لا أعتزم السفر الى ايطاليا».

وردت لندن على لسان متحدثة باسم وزارة الخارجية، معتبرة ان «قرار إيران بتحويل الشأن الداخلي في ايران الى صراع مع المملكة المتحدة وآخرين مؤسف للغاية وبلا أساس في واقع الامر»، بينما ذكر بيان لوزارة الخارجية الايطالية ان روما «تود ان تتمكن ايران في المستقبل من التعبير بقرارات سياسية حازمة عن رغبتها في العمل بأسلوب بناء نحو إشاعة الاستقرار الإقليمي في افغانستان».

وكان وزير الداخلية الايرانية صادق محصولي، اتهم الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل بالمساهمة في تأجيج أعمال الشغب التي أعقبت الانتخابات الرئاسية. ونقل تلفزيون «العالم» عنه قوله إن «هذه الأطراف الثلاثة قدمت أشكال الدعم العلني وغير العلني لكافة الجماعات الإرهابية لإثارة الفوضى»، مؤكدا ايضا ان «منفذي أعمال الشغب تلقوا تمويلاً من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وجماعة مجاهدي خلق الإرهابية».

من جهته، ذكر وزير الأمن غلام حسين محسني ايجئي، ان بعض المتورّطين في أعمال الشغب يحملون جوازات سفر بريطانية، لافتا الى ان «تيارات مختلفة مرتبطة بالأجنبي تقف وراء التفجيرات، غالبيتها مرتبط بالصهيونية». وذكر انه كان مخططا القيام بسلسلة من التفجيرات تستمر حتى فترة الانتخابات، وتم اعتقال هؤلاء العناصر خلال ثلاث مراحل. وتابع «كل من يجمع معلومات في ايران تحت اي اسم او صفة سيعتقل».

وقد أكدت الشرطة الايرانية أن ندا آغا سلطاني، قتلت بالفعل أثناء تظاهرة احتجاجية الأسبوع الماضي في طهران، وتم الحصول على معلومات جديدة عن القاتل. ونقلت وكالة «فارس» عن مسؤول امني قوله إن «التحقيقات كشفت أن رجلا أطلق الرصاص بكثافة على الحشد المتظاهر يوم السبت الماضي وان واحدة من رصاصاته أصابت ندا في مؤخرة رأسها».

في هذا الوقت، وفيما بحثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الوضع في ايران مع نظرائها الفرنسي برنار كوشنير والبريطاني ديفيد ميليباند والألماني فرانك فالتر شتاينماير، ذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» الاميركية ان ادارة الرئيس باراك اوباما بعثت عبر الوسيط السويسري، رسالة مكتوبة الى مكتب مرشد الجمهورية الايرانية آية الله السيد علي خامنئي، بين 4 و10 آذار الماضي. واوضحت الصحيفة ان الرسالة «حددت اطر التعاون الإقليمي والعلاقات الثائية والحل للأزمة النووية». وفي السياق، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ايان كيلي، ان اي دبلوماسي ايراني لم يقبل الدعوة الى المشاركة في احتفالات العيد الوطني في الرابع من تموز في مختلف سفارات الولايات المتحدة في العالم.
 
الى ذلك، حثت تركيا ايران على إيجاد حل للازمة « في اقرب وقت ممكن». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بوراك لوزوغيرغين حافي «نحن على ثقة بان الخلافات يمكن ان تحل بطريقة مقبولة في اقرب وقت ممكن»، مضيفا ان أنقرة تعتقد ان «لايران القدرة على مناقشة مشكلاتها عن طريق إبقاء القنوات مفتوحة لضمان حقوق مواطنيها». وأكد ان «ايران دولة مهمة جداً بالنسبة لنا، ليس فقط على صعيد العلاقات الثنائية، بل ايضا بالنسبة للاستقرار الإقليمي»، في وقت اعتبر الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، ان إمكانية وجود عمليات تزوير في الانتخابات الايرانية «ضئيلة جدا».

في موازاة ذلك، اعلن رئيس البرلمان الاوروبي هانس غيرت بوترينغ انه مستعد «لرئاسة» وفد من النواب الاوروبيين الى ايران لانه يرى ان الوضع في هذا البلد «خطير». وقال بعد لقاء في بروكسل مع المحامية الايرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام «سأوصي الكتل السياسية (في البرلمان الاوروبي) بارسال وفد في اسرع وقت الى طهران. انني مستعد لرئاسة هذا الوفد». واضاف «لم اقم بذلك من قبل، لكن خطورة الوضع تدفعني الى ان اتوجه شخصياً (الى ايران) لإظهار تضامننا».

المحرر الاقليمي + السفير

2009-06-25