ارشيف من :أخبار عالمية
عزيز الدويك لـ«السفير»: الاحتلال لا يفرق بين فتح وحماس
المحرر الاقليمي + صحيفة "السفير"
بعد يومين على خروجه من الاسر الاسرائيلي، يحاول رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك، لملمة أوراق مكتبه المبعثرة بين مدينتي رام الله والخليل، ليعود على رأس هرم التشريع الفلسطيني المنهار، والذي لم يعقد ولو جلسة واحدة بين أعضائه المنقسمين منذ ثلاثة أعوام.
هي الفترة التي قضاها دويك احد اكبر قادة حماس في الضفة الغربية، داخل السجن الإسرائيلي «مشردا» بين «هموم الوطن» وآلام الانقسام، والمرض. حاملا عبارة واحدة «يا حسرتي على طير قصوا جناحه».
اليوم يحاول الرجل أن يعود إلى الساحة الفلسطينية المنشرخة بأمل بدأه بمبادرة شخصية حين وضع إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وبرسالة واحدة يكررها صوته المرهق من كثرة الكلام «الوحدة ثم الوحدة».
«السفير» حاولت الوصول إلى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، وبعد جهد شاق، وافق الرجل على الإجابة على أسئلة سريعة ليس «تهربا أو مكابرة « وإنما لكثرة الانشغالات والوفود المباركة.
- ما هي رسالتك التي تحملها الآن ؟
الرسالة هي التي أعلنتها لكل الشعب، ولأهلنا في لبنان وسوريا، أقول لهم ادعمونا، إنها رسالة واحدة لا ريب فيها، وهي جمع الشمل الفلسطيني والمصالحة بين الفرقاء، ونحن مصرون على هذا الدور الذي يجب ان يقوم به رئيس أعلى هيئة تشريع في فلسطين، لاسيما أننا نواجه هجمة من المحتل لا تفرق بين فتح ولا حماس.
لا يمكن لي أن أرى إخوتي يتقاتلون وأقف صامتا. سأجاهد وأناضل مع كل من يغار على هذا الوطن من اجل إعادة الأمور إلى صوابها حتى نتمكن من المضي في مشروعنا الوطني لإقامة دولتنا ولإعادة الهيبة لشعبنا وقضيته.
ـ هل في يديكم مبادرة محددة للصلح تحمل دعما من الأسرى في سجون الاحتلال؟
نعم أنا قلت طيلة فترة اعتقالي بأنني هنا امثل الشعب الفلسطيني كرئيس للبرلمان، وإذا ما تحررت سأبقى كذلك. وخلال الأيام المقبلة سأدعو إلى اجتماع للمجلس التشريعي يجمع أعضاء فتح وحماس في مبادرة قد تكون خطوة على الطريق من اجل الصلح . وحين اجمعهم سأقول لهم كلمتي، الوحدة ثم الوحدة.
ولن أنسى أن أقول لهم أيضا بأن الشعب الفلسطيني بكل مقوماته وأطيافه يريد الصلح والوحدة، فيا قادة الفصائل اخجلوا من أنفسكم وأنهوا هذه الشرذمة التي تقتلنا في اليوم ألف مرة.
ـ بالنسبة للاعتقال السياسي، هل لديكم أية خطط من اجل تبييض السجون؟
الكلمة واضحة قلتها عندما تحررت، يجب على كل من فتح وحماس ان تبيّض سجونها من المعتقلين السياسيين. وأقولها الآن بخجل. كيف أيها الفلسطينيون تطالبون إسرائيل بالإفراج عن 11 ألف أسير في سجونها وأنتم تعتقلون بعضكم بعضا. هذا عار ويجب أن يتوقف.
أما مبادرتي في هذا الإطار فهي أن تبدأ حماس في قطاع غزة بإطلاق سراح كل من هم أسرى تابعون لفتح، وبعد ذلك تقوم فتح بخطوة مماثلة وهنا لا يبقى لأحد لوم على الآخر.
ـ لكن من هو المعتقل السياسي، كل فئة تصنفه تحت اسم «جنائي أو أمني» كيف ستحلون هذا؟
كل شخص تقول فتح إنه تابع لها أو من عناصرها، ومعتقل لدى حماس يجب إطلاق سراحه، الامر ذاته بالنسبة لمعتقلي حماس لدى الأجهزة الأمنية في الضفة، ومن هنا أقول إن كل فصيل سيقدم لائحة أسماء وهؤلاء يجب أن يطلق سراحهم من دون نقاش بين الجانبين.
ـ وماذا عمن يقال إنهم «جواسيس»؟
هؤلاء سيكون لهم ملف منفصل. إذا كان شخص يقال إنه جاسوس هنا أو هناك يجب أن يكون هناك برهان قاطع لا يقبل الشك. ونحن كأعضاء برلمان لنا طرقنا للتأكد من صحة ما يقال. لكن كل شخص يثبت أنه جاسوس سيكون له عقاب ولن يحميه فصيله لأن الكل مجمع على ان هؤلاء الخونة يجب ألا يفلتوا من العقاب.
ـ متى ستمارس مهام عملك؟
قريبا سأنتقل من منزلي في الخليل إلى رام الله ومن هناك سأبدأ، وأدعو كل من في قلبه ذرة غيرة على فلسطين أن يساعدني فاليد الواحدة لا تصفق. أنا متفائل جدا لأني فوجئت بحجم المساندة لي من قبل إخوتي في المجلس التشريعي من كل الحركات الأخرى. ومن قيادات السلطة أيضا. لقد كانوا صريحين معي. وأنا كذلك كنت معهم واضحا بأننا سنمضي قدما في طريق لم شمل الوطن.
ـ ماذا عن ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس حماس، تقول إنها غير شرعية؟
سأترك الحديث عن هذا الأمر، ولا أريد ان ادخل في طلسمات وبحار من الخلافات والأمواج المتلاطمة. وسأتغاضى عن كل شيء حتى لو كان غير قانوني. المهم ان نحـــقق الرسالة التي حملني إياها 11 ألف أسير في ســـجون الاحتلال. وهي الوحدة وإنهاء الانقـــسام لمواجهة ما يتربص بنا وبشعبنا المحــتل.
ـ وماذا عما فعلته حماس في غزة «الانقلاب» أو «الحسم» كما تسميه ؟
يجب علينا جميعا أن نوقف هذه المهزلة. لو كنت خارج السجن حين حصل الانقسام، لما كان حصل الذي حصل. لكنها مشيئة الله. وبمشيئته ستعود الأمور إلى صوابها.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018