ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: لازمة لا يعرف معناها

كتب محمد يونس
يحرص القادة الأميركيون وقبل قيامهم بزيارة أي بلد يعتبرونه (متخلفاً بمراعاة حقوق الانسان) على تذكير هذا البلد بضرورة احترام هذا الحق من منطلق زعمهم الدفاع عن الحقوق والحريات.
الرئيس الأميركي جورج بوش لم يشذّ عن هذه القاعدة التي أصبحت كاللازمة في أي تحرك خارجي، وهي لازمة باتت مفضوحة ومفرغة من معانيها وأهدافها لما للولايات المتحدة من صولات وجولات في انتهاك حقوق الناس وقمع حرياتهم والتحكم بحياتهم.
ولسوء طالع هذا الرئيس وبينما هو يقوم بتذكير الصين باللازمة مستخدما عبارة "الولايات المتحدة تؤمن بأن الشعب الصيني يستحق الحريات الاساسية التي تمثل الحق الطبيعي لكل الكائنات البشرية" كان حكم المحكمة العسكرية في معتقل غوانتانامو بحق سائق أسامة بن لادن يتفاعل وسط منظمات حقوق الانسان الدولية (منظمتي العفو الدولية وريبريف) اللتين أعلنتا استنكارهما لهذا الإجراء الذي لا يرقى إلى المعايير الدولية.
لا ندري بماذا كان يفكر الرئيس بوش حين أتى على ذكر الشعب الصيني فوصفه بالكائن البشري، ولن ندخل في الخلفيات الاستعلائية والعنصرية التي دفعته لاستخدام هذا التوصيف على اعتبار أن الصين بالذات قد لا تجد نفسها مضطرة للرد على هذا الكلام لكونه صادراً عن مصدر غير موثوق ومشهور بالكذب والخداع ولا يبنى على ما ينطق به، وربما لتأكدها أيضا بأن هذا الرجل بات يكرر لازمة لا يقر بها، بل لا يعرف معناها.
الانتقاد/ العدد 1288ـ 8 آب/ أغسطس 2008