يرى العديد من أبناء مدينة طرابلس أن مناطقهم بحاجة الى مزيد من الاجراءات الأمنية المشددة وتسيير دوريات بشكل دائم, ويطالب العديد من مرجعيات المدينة وقواها السياسية والاسلامية بضرورة الإسراع في عودة النازحين الى منازلهم التي هجروا منها بفعل الاحداث التي وقعت بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة لتعود الحياة الى ما كانت عليه كي يشعر المواطنون بالطمأنينة والأمان. (يذكر ان النازحون يعيشون اوضاعا انسانية صعبة دفعت بأحد القاطنين في مدرسة مي الرسمية بمنطقة  الزاهرية الى ربط عنقه  بأحد الحبال التي علقها في احد الصفوف محاولا الانتحار نقل على اثرها الى أحد مستشفى السلام للعلاج).
في ظل هذا التفاؤل بدأت المدينة بكل مناطقها تعيش حالة من الغليان والتعبئة ضد السلطة عبر يافطات رفعت في شوارع المدينة تدعو لاطلاق سراح "الموقوفين" ظلما على يد الاجهزة الامنية الذين أوقفوا بتهمة الانتماء الى تنظيم "القاعدة" و"فتح الاسلام", ترافق ذلك مع شائعات اخرى سرت في منطقتي جبل محسن والتبانة عن تسلح استعدادا للقيام بهجمات في الأيام المقبلة، إلا أن الحضور الكثيف للجيش اللبناني والتدابير الصارمة جاءت لتؤكد أن القوى الامنية جدية في ممارسة دورها وأنها لن تسمح بتجدد أعمال العنف في تلك المناطق. 
تزامن ذلك مع القاء قنابل يدوية واطلاق رصاص في مناطق البرانية وحارة السيدة وسقوط قذيفة انيرغا على محيط جبانة التبانة وقنبلة على سوق القمح تم وضعها في كوب زجاجي ترجح المعلومات ان تلك القنابل ترمى يوميا بتلك الطريقة من مناطق بعيدة اذ انه وفور وقوع الكوب الزجاجي على الارض، تنفجر القنبلة, لذا يصعب على الاجهزة الامنية تحديد المنطقة التي ترمى منها القنابل.
مصدر في جبهة العمل الاسلامي وصف في حديث مع "الانتقاد.نت" الوضع الامني في مدينة طرابلس بالمعقد جدا, ورأى ان قادة الاجهزة يتساهلون مع بعض المخلين بالأمن اذ ان الدوريات التي تقوم بها قوى الامن الداخلي تغض النظر عن كثير من المخالفات التي يقوم بها بعض المواطنين الذين يتجولون ليلا وبحوزتهم الاجهزة اللاسلكية والتي تعتبر مصدر من مصادر القلق والخوف لدى العديد من المواطنين فعبر موجاتها لا تسمع الا لغات التهديد والوعيد بأن الجولة القادمة من المواجهات ستكون مكلفة وعنيفة, وما يثير الاستغراب أكثر أن هناك شخص يظهر يوميا على احدى الموجات ينادونه بالشيخ اسامة بن لادن يتوعد اهالي الجبل بيوم قاس وصعب, كذلك الحال بالنسبة لموجة أخرى يظهر عليها شخص يطلق عليه لقب ابو حيدر لا تسمع منه الا كلمات اللعن والشتائم والتحريض على أهالي التبانة، مستغربا كيف ان الاجهزة تسكت عن هذا الامر, مع العلم ان باستطاعتها تحديد موقع ومكان وجود هؤلاء الاشخاص عبر اجهزة الرصد.

محامو الدفاع اكدوا لـ"الانتقاد.نت" ان موكليهم لم يرتكبوا اي عمل مادي ملموس يمس بأمن الدولة

كما علق المصدر نفسه على العبارات التي كتبت على اليافطات التي انتشرت في احياء طرابلس ووصفها بأنها مسيئة للعلاقة ما بين الاسلاميين والدولة, ودعا المصدر الشيخ داعي الاسلام الشهال الى التروي والعقلانية وعدم جر الساحة الى مأساة جديدة كتلك التي وقعت في الضنية قبل عدة سنوات .
وكشف المصدر في جبهة العمل ان الجبهة وحركة التوحيد الاسلامي مهتمة بالموقوفين منذ ان القي القبض عليهم وقد تم تعيين محامين يهتمون بقضيتهم وقد تم قبل يومين اطلاق سراح  كل من كفاح القص، صبحي عابدة وأحمد حوا الذين كانوا قد اوقفوا مطلع العام الماضي بتهمة الانتماء الى تنظيم "القاعدة" والتخطيط لأعمال إرهابية في الشمال, عبر الطرق القانونية وبسندات اقامة.
بدورهم محامو الدفاع اكدوا لـ"الانتقاد.نت" ان موكليهم لم يرتكبوا اي عمل مادي ملموس يمس بأمن الدولة وانما كان توقيفهم الاحتياطي لأكثر من سنة وشهرين لشبهة العلاقة بتنظيم "القاعدة" واعتبروا ان التحرك الذي يقوم به أهالي الموقوفين هو تحرك محق ومشروع ولاسيما بعد كل هذا الوقت الطويل في التوقيف ولفت المحامون في الوقت نفسه الى ضرورة ابقاء التحرك سلميا وعدم الاخلال بالامن حتى يؤتي هذا التحرك ثماره المرجوة في الافراج عن ابنائهم الموقوفين باذن الله تعالى.
مصدر اعلامي في الجماعة الاسلامية أكد لـ"الانتقاد.نت" ان قضية الموقوفين الاسلاميين تعني جميع الحركات الاسلامية وليست حكرا على احد ,او للمتاجرة السياسية مؤكدا ان الجماعة ستشارك في الاعتصام الذي سينفذ يوم الجمعة (غداً) في ساحة النور بدعوة من أهالي المعتقلين، وأسف للتصرفات التي قام بها بعض الاطراف من تمزيق لبعض اليافطات التي رفعت في بعض المناطق دعما لقضية الموقوفين وحملت توقيع الجماعة الاسلامية .
لجنة أهالي الموقوفين أكدت لـ"لانتقاد.نت" أن التحركات التي تنوي اللجنة الاعداد لها سلمية وستبدأ باعتصام ينفذ يوم الجمعة وسيتبعها تحركات احتجاجية, ونصب خيم في بيروت تستمر حتى الافراج عن اولادنا المظلومين.  
"المستقبل"
وكان عضو كتلة المستقبل النيابية النائب سمير الجسر زار وزير العدل ابراهيم نجار، في مكتبه في الوزارة، وبحث معه في "قضية الموقوفين الاسلاميين الذي جرى الادعاء عليهم والمحالين على التحقيق بحجج بسيطة وقد تجاوزت مدة احتجازهم على ذمة التحقيق المدة القصوى التي يمكن أن يحكموا فيها".
وتمنى النائب الجسر على وزير العدل "متابعة هذه القضية الانسانية مع النيابات العامة المختصة والعمل على معالجة هذا الأمر ضمن الأطر القانونية المرعية".
الجماعة الاسلامية
وكذلك زار وفد من أهالي "الموقوفين الاسلاميين" الامين العام لـ"الجماعة الاسلامية" الشيخ فيصل مولوي حيث عرضوا "معاناة ابنائهم السجناء منذ سنوات"، وفق بيان لـ"الجماعة".
وبعدما شرح الوفد مطالبه المتمثلة "باطلاق جميع السجناء دون ابطاء"، وعد مولوي ببذل كل الجهود الممكنة لاطلاقهم، وأكد "أن استمرار الظلم اللاحق بهم يجب أن ينتهي في أقرب وقت، خصوصا أننا في عهد جديد يفترض فيه ان يعامل جميع اللبنانيين بالمساواة. واذا كان مطروحا فتح صفحة جديدة امام الفارين الى اسرائيل بحجة انهم اضطروا الى ذلك، فلا بد من اطلاق جميع الملفات المفبركة الظالمة ضد المسلمين والمسجونين، وانهاء كل تجاوز لحقوق الانسان ولكرامة المواطن".