لم يتعلم المسعورون بعد ان محاولاتهم لن يلازمها ادنى نجاح في هز ركن من اركان الجمهورية الاسلامية في ايران وثورتها , ولعلهم نسو او تناسوا ان عضهم يوماً لم يجدي نفعاً والتأم الحرج قبل السقم بل صمد وانتصر بقوة شعبه, صبوا جام سُعرهم واستاعنوا بكثر ووصلوا حدود الفحش ولكن لم يعلموا ربما ان كل مستخدميهم من منظمة منافقي خلق يتيمة نظام بائد , الى منظمة "جند الله" المصنوعة من تنظيم القاعدة والمدعومة من ما يسمى بطالبان ايران, ومنظماتهم الاستخبارية من السي اي اي الى المخابرات البريطانية وغيرها الكثير . وصولا الى ابواقهم اللااعلامية اصحاب الاخبار المشبوهة ومبتدعي صفة "غير المؤكد" على معظم اخبارها الاتية من ايران .. وربما او لعلها مرت في اروقة اجهزة استخبارات هنا وهناك.
كل هذا واكثر لم ولن يجدي نفعا وابلغ قول يقال ان ايران الثورة والجمهورية والدولة والنظام والشعب تحلق بعيداً وتسرع الخطى وتعير اذناً صماء وعين بكماء فلا اذن سمعت ولا عين رأت لجوقة النباحين تلك.
وتدليلا على سير القافلة دون معوقات اكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمود احمدي نجاد في كلمة ألقاها خلال مراسم تدشين مجمع بتروكيماويات مهر في عسلوية اليوم الخميس, ان بناء هذا المجمع البتروكيماوي بمشاركة شركات يابانية وتايلندية يمثل انموذجا ًجيداً للاستثمارات الاجنبية المشتركة المتعددة الاطراف في ايران . واعتبر رئيس الجمهورية ان حجم العقوبات المفروضة والتعامل اللا اخلاقي على الصعيد العالمي مع ايران خلال الاعوام الثلاثة الماضية لم يسبق له مثيل, مؤكداً ان ايران تواجه في الوقت الحاضر أشد العقوبات التي تبلورت في بعض الاحيان على شكل تهديدات عسكرية واصطفاف لهجوم . وشدد الرئيس احمدي نجاد على ان ايران وبرغم كل هذه الضغوط فإنها حققت انجازات عديدة في مجالات الصناعة والتقنيات العلمية والابحاث والاختراعات والابداعات .
وفي شأن التدخلات دعا رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمود احمدي نجاد, الرئيس الامريكي باراك اوباما الى عدم تكرار أخطاء سلفه جورج بوش, والكف عن التدخل في شؤون ايران الداخلية. وأكد نجاد ان هذه الانتخابات قد أذهبت بماء وجه المستكبرين, موضحاً ان الانظمة الطاغوتية في الغرب بدأت تشعر حالياً بالخطر بعد الانتخابات الايرانية لأن شعوبها بدأت تتساءل عن افتقارها لمدى الحرية الموجودة في ايران. ووصف الديموقراطية الموجودة في امريكا والدول الاوروبية بأنها مغلقة وغير شعبية , مؤكداً ان شعوب اوروبا وامريكا لا تملك القدرة على الانتخاب لأن الشعوب في هذه الدول مخيرة للانتخاب بين أحزاب خاصة ومعدودة فقط, وهي (شعوب اوروبا وامريكا) بذلك لا تملك دوراً على الصعيد السياسي .
اما المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي فاعتبر أن عدم مشاركة إيران في اجتماع مجموعة الثماني بايطاليا تعود لعدم تهيئة بعض المقدمات التحضيرية والفنية لهذا الاجتماع. قشقاوي أشار الى عدم مشاركة وزير خارجية منوشهر متكي في الاجتماع حول أفغانستان قائلاً "حسب الاتفاقات الأولية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وايطاليا كان مقرراً أن تهيأ بعض المقدمات الأولية والفنية منها إجراء محادثات على مستوى الخبراء بين البلدين قبل انعقاد الاجتماع من اجل إتاحة الفرصة لتحقيق اكبر قدر من الانجازات في اجتماع ترييستي , ولأداء دور أكثر فاعلية للجمهورية الإسلامية في هذا الاجتماع , إلا ان هذا لم يتحقق". وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن بلاده لم تتوانى أبدا عن بذل أي جهد وسعي من اجل إعادة السلام والاستقرار والأمن في البلد الصديق والجار أفغانستان وكذلك لم تألوا جهدا في التعاون مع المجتمع الدولي على طريق بناء هذا البلد.
بدوره سفير ايران في بلجيكا علي اصغر حاجي احتج على "الموقف الموجه والمنحاز" للاتحاد الاوروبي بعد الانتخابات الرئاسية الايرانية, داعياً الى "عدم التدخل في الشؤون الداخلية" لبلاده. وطلب من "البرلمان الاوروبي والاتحاد الاوروبي عدم التدخل في الشؤون الداخلية الايرانية وتفادي اعلان مواقف واتخاذ تدابير عاجلة وسابقة لاوانها قد يكون لها عواقب وخيمة".
وعلى صعيد مواقف الخارج اتهم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) بالوقوف وراء الاضطرابات الاخيرة في ايران, مجددا دعمه للرئيس محمود احمدي نجاد. وقال تشافيز, ان اليد الامبريالية لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية واوروبا وراء الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية وأدت الى مقتل ما لا يقل عن 17 شخصا في ايران.
من جهته اعتبر رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن ما يحدث في ايران شان داخلي وان
استقرار ايران مهم للمنطقة. وقال "يجب احترام كل دولة وشأنها الداخلي". واضاف "هذا موضوع يقرره الايرانيون في كيفية حل قضاياهم فيما بينهم وبطرقهم المعتادة وأنا متأكد بانهم سيتجاوزون هذه الأزمة".
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر ان "عزل ايران هو مقاربة خاطئة". وقال لافروف ردا على سؤال عما اذا كانت مجموعة الثماني ستوجه انتقادات شديدة اللهجة الى ايران "لقمعها" المتظاهرين "لا احد يريد ادانة" طهران. وشدد على وجوب ان تبقي الاسرة الدولية على الحوار. واشار لافروف الى ان تصعيد اللهجة حيال ايران سيسيء الى الهدف الاساسي القاضي بمعالجة الخلاف حول برنامج ايران النووي.
المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الايرانية مير حسين موسوي اكد الخميس ان ما وصفه ب"التهديدات لن تردعه عن حماية حقوق الشعب الايراني". وقال "لن اتراجع عن حماية حقوق الشعب الايراني بسبب المصالح الشخصية او الخوف من التهديدات".
وفي المقلب الاخر وعودة الى الجوقة المذكورة في المقدمة اعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان الحكومة الايرانية تواجه ما سماه "ازمة ثقة" مع شعبها وليس ازمة مع الغرب, منددا بما وصفه"القمع الشديد" للتظاهرات التي جرت في ايران احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية. واضاف "هذا الامر ليس مفتعلاً ولا منظماً من قبل بريطانيا هذه مسألة يجب ان يفصل فيها الشعب الايراني".
اسبانيا دخلت الخط فدعا مجلس نوابها في قرار رسمي السلطات الايرانية الى الكف عن ما اسماه " قمع المدنيين". وزعم النواب الاسبان ان "تظاهرات انصار المرشحين المهزومين السلمية قمعت بقوة بينما سمح للتخويف العنيف من انصار الفائز المفترض" بالانتخابات. ودعا مجلس النواب "مع احترام سيادة" ايران، السلطات الى "فتح تحقيق يضمن الشفافية في عملية الاقتراع وشرعية النتائج". لكن اسبانيا قد تكون تناست ان ثمانية من حرس الثورة الاسلامية الايرانية قد قتلوا في الاحتجاجات التي رافقت اعلان نتائج الانتخابات وبعض بالرصاص في شوارع العاصمة الايرانية.. فكيف لاحتجاجات سلمية ان تطلق الرصاص.. سؤال يبقى برسم كل اصحاب الابواق المرتفعة وهم كثر في حالة ايران.. لكن القافلة تسير والكلاب كانت ولا تزال تعوي ..
اما فرنسا فقد زعم وزير خارجيتها برنار كوشنير الخميس ان الحركة الاحتجاجية في ايران ستكون "عميقة وطويلة", مؤكدا على ضرورة صدور نص "حازم" حيال طهران خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني مساء في ترييستي بايطاليا. وانتقد تصريحات احمدي نجاد الذي وصف فيها قادة "بريطانيا ودول اوروبية اخرى" بانهم "متخلفون سياسيا", معتبرا انها "لا تحتمل". وقال "اخشى ان يطرد المزيد من الدبلوماسيين", مضيفا "علينا الا نبقى مكتوفي الايدي". وذكر بان فرنسا كانت من الدول "الاكثر حزما" حيال ايران لافتا الى ان "الهامش بين التدخل وعدم التحرك ضيق".
وانضم حديثا الى الجوقة الآنفة الذكر نواب مجلس اوروبا الذي طلب بان "تسمح طهران باجراء تحقيق مستقل في المزاعم حول حصول مخالفات في الانتخابات الرئاسية". وصادقت الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا الخميس في ستراسبورغ على قرار "يطلب بالحاح من السلطات الايرانية السماح باجراء تحقيق مستقل وجدير بالمصداقية في المزاعم حول حصول مخالفات" في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 حزيران/يونيو. ونددت الوثيقة بمزاعم "افراط الشرطة الايرانية في استخدام القوة والوحشية لقمع المحتجين".
ولم تنسى امريكا التدخل فرفض البيت الابيض الخميس ما وصفها ب "الاتهامات" التي وجهها اليه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بالتدخل, زاعماً ان "هذا الاخير يسعى الى جعل الولايات المتحدة في قلب الازمة السياسية التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في ايران". وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان "الرئيس الاميركي باراك اوباما اشار سابقا الى ان قادة ايرانيين حاولوا ان ينسبوا الى الولايات المتحدة دورا في الازمة السياسية". واضاف "سأضيف الرئيس احمدي نجاد الى لائحة هؤلاء الاشخاص".
المحرر الاقليمي + وكالات |