ارشيف من :أخبار عالمية
مؤتمر القدس في ختام اجتماعاته .. مخططات التهويد نكبة جديدة أين منها العالم الإسلامي والمسيحي؟
وفي مداخلته قال الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين إن القدس تتعرض الآن لنكبة جديدة من خلال تهديم البيوت على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي حيث بدأت بهدم 0071 منزل في القدس ليصل عدد البيوت التي هدمها الاحتلال منذ عام 7691 حتى الآن إلى أكثر من 9 آلاف منزل مضيفاً إن حكومة الاحتلال تصادر الأراضي وتقيم المستوطنات والكنس والقباب الكبيرة والأبراج والبنايات الشاهقة في كل مكان حتى في محيط المسجد الأقصى المبارك وتعمل على تغيير المشهد التاريخي للمدينة المقدسة وتغيير ملامحها لطمس هويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
وندد التميمي بالصمت الدولي تجاه ما يجري في القدس التي لها علاقة بدين وعقيدة نصف سكان الأرض من المسلمين والمسيحيين لاحتضانها المسجد الأقصى المبارك مسرى النبي محمد صلى اللـه عليه وسلم وكنيسة القيامة التي لها مكانة في دين كل مسيحي في العالم
وتساءل قاضي قضاة فلسطين: ماذا أصاب العالم الإسلامي والمسيحي الذي يقف الآن موقف المتفرج على ما يجري في القدس من انتهاكات خطيرة لمقدساتها وجرائم اغتصاب لكل مكوناتها ومحو التراث الإنساني الإسلامي والمسيحي العظيم فيها.
وألقى التميمي اللوم على منظمة +اليونيسكو؛ لصمتها تجاه ما تتعرض له القدس من انتهاكات وهي التي صنفت القدس والمسجد الأقصى من التراث الإنساني.
وجدد مطالبته منظمة المؤتمر الإسلامي بالتحرك السريع لعقد مؤتمر إسلامي على مستوى القمة لمواجهة ما تقوم به إسرائيل في القدس قبل فوات الأوان وقال: إسرائيل تسعى لهدم المسجد الأقصى وطرد أبناء القدس من مدينتهم وتغيير هويتها وهي الآن تتعرض لعملية تطهير عرقي على أوسع نطاق فالبيوت تهدم والأرض تصادر والمقدسات تنتهك والحرمات تدنس وهناك إجراءات قمعية تعسفية لم يسبق لها مثيل للتضييق على أبناء القدس لتهجيرهم منها.
وأكد التميمي أن سورية دائماً كانت منطلق الدعوة للتوحيد لتحرير بيت المقدس كما أطلقها نور الدين الزنكي في السابق ومهداً لتحرير بيت المقدس بتوحيد الأمة فهي الآن بقيادة الرئيس بشار الأسد تسعى لتوحيد الأمة لتحرير بيت المقدس.
بدوره قال الباحث الفلسطيني الدكتور يوسف سعيد النتشه في مداخلته حول الحفريات التي تقوم بها إسرائيل في القدس: إن الأهداف العامة والمهمة للحفريات الإسرائيلية الأثرية في القدس هي لطمس معالم الحضارة العربية الكنعانية والتمهيد لإقامة المعبد الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك وتشويه وطمس التراث العربي الإسلامي في مدينة القدس بهدف تغيير طابع المدينة الحالي وإعطائها هوية وبصمات إسرائيلية ويهودية.
وأشار النتشه إلى أن إسرائيل تبنت عدة أساليب واتجاهات لتحقيق هذه الأهداف حيث قامت بتكثيف رسم الخرائط والمسوحات الميدانية ورصدت لها ميزانية بأكثر من 03 مليون دولار وقامت بإجراء عدة حفريات تدميرية سريعة إضافة إلى تشددها في إطلاق أسماء توراتية على الأرض.
وقال الباحث :إن إسرائيل قامت أيضاً بمصادرة الأرض والمباني أو تدميرها واجتثاثها كما فعلت بحارة المغاربة الملاصقة لجدار الحرم الغربي التي دمرتها مباشرة بعد عام 7691.
وقال: إن إسرائيل وسعت وركزت على حفر الأنفاق التي تعد أخطر مظاهر الصراع العربي الإسرائيلي على الوجود والتراث وهو صراع ثقافي تاريخي أثري مضيفاً إن خطورة هذه الأنفاق تكمن في أنها غير مرئية وتتم وفق سياسة تعتيم وإخفاء ودون إشراف أثري أو هندسي ما تسبب بالكثير من التشققات والانهيارات للمباني الإسلامية.
من جانبه تحدث الدكتور خالد ارن مدير مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في اسطنبول +أرسيكا؛ عن برنامج القدس 5102 للدراسات والورشات المعمارية الذي يقيمه المركز لدراسة التراث المعماري في القدس وفلسطين والمحافظة عليها عبر إقامة أبحاث وندوات وورشات عمل بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية حيث يجمع معماريي ومخططي المدن وأمناء المتاحف وعلماء الاجتماع المهتمين بدراسة المدينة المسورة والتراث الثقافي لسكانها ما يسهم في تقديم اقتراحات ووضع إستراتيجيات للحفاظ على التراث التاريخي والثقافي للقدس وتوعية العالم حول أهميته.
وأشار ارن إلى صعوبة ترميم المباني في القدس بسبب القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لافتا إلى أن هناك مباني مهمة جداً في المدينة القديمة للقدس لها أهمية تاريخية وسياسية من حيث هويتها العربية والإسلامية ولا تندرج ضمن قائمة المعالم الأثرية.
وفي مداخلته نبه المطران يوحنا إبراهيم مطران السريان الأرثوذكس بحلب إلى خطورة التغيير الديمغرافي في مدينة القدس بفعل ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تهجير قسري للشعب الفلسطيني وقال: إن عدد المسلمين والمسيحيين في هذه المدينة أصبح اليوم قليلا تجاه اليهود، والمخطط الإسرائيلي جاهز ومستمر فنسبة المسيحيين في القدس انخفضت إلى أقل من 2 بالمئة وهذا أمر خطير جداً.
ونوه المطران إبراهيم بدور الإعلام في الدفاع عن هوية القدس العربية والإسلامية وإيصال الحقائق وفضح الادعاءات الإسرائيلية لافتا إلى أن القدس أصبحت مسألة متفقاً عليها من كل الشرائع والأديان والمذاهب ولا يوجد أحد ينكر حق الفلسطينيين بفلسطين.
من جانبها أشارت الدكتورة خيرية قاسمية رئيسة قسم التاريخ في جامعة دمشق إلى أن وجود الإسرائيليين في المنطقة ترافق مع الاستعمار الغربي وخاصة البريطاني عندما ادعت الحركة الصهيونية +بألا وجود لإسرائيل إلا بالقدس.
وترأس طاولة الحوار المستديرة الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة وحضرها الدكتور بسام جاموس المدير العام للآثار والمتاحف ومحمود الخالدي سفير السلطة الفلسطينية بدمشق وعدد من رجال الدين وحشد من الباحثين والمهتمين والإعلاميين.
صحيفة تشرين السورية
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018